كيف تقرأ لغة الجسد؟ وكيف تُحسن إستخدامها؟

6 دقائق

تشير لغة الجسد إلى الإشارات غير اللفظيّة التي نستخدمها للتّواصل؛ من تعابير وجهنا إلى حركات أجسادنا، وكلّ الأشياء التي لا نقولها ويمكنها نقل كميات كبيرة من المعلومات، فلغة الجسد تكشف ما يفكّر فيه الشّخص حقًا، ووفقًا للخبراء تشكل هذه الإشارات غير اللفظيّة جزءًا كبيرًا من الاتّصال اليومي، وقد تمثل لغة الجسد 60 إلى 65 ٪ من جميع الاتّصالات التي نقوم بها.

 

فيما يلي نصائح قيّمة تساعدك على تعلّم كيفيّة قراءة لغة الجسد وفهم الأشخاص الذين تتفاعل معهم بشكل أفضل:

 

Unsplash

نظرات العيون

  • تشير عدم القدرة على الاتّصال المباشر بالعين إلى الملل أو عدم الاهتمام أو حتّى الخداع، خاصّةً عندما ينظر شخص ما بعيدًا إلى جانبه، وعندما ينظر شخص ما إلى عينيك مباشرة أثناء إجراء محادثة، فهذا يشير إلى أنّه مهتمّ بالحديث، ومع ذلك فإن التّحديق المطوّل بالعين يمكن أن يشعر بالتّهديد.
  • ويشير قطع التّواصل بالعيون والنّظر بعيدًا بشكل متكرّر إلى أنّ الشّخص مشتّت أو غير مرتاح أو يحاول إخفاء مشاعره الحقيقية.
  • أمّا اتّساع حدقة العين فهي تحدّد ما إذا كان الشخص يستجيب لك بشكل إيجابيّ، فإذا ركّز شخص ما على أحد أو شيء يحبّه فإنّ حدقة عينه ستتّسع.
  • يمكن أن يخبرنا معدّل رفّة العين عن مجلّدات حول ما يجري داخلنا، فيشير تزايد  معدّل رفّة العين إلى التعرّض للتّوتّر أو عدم الرّاحة، أو إلى الكذب خاصّةً عندما يكون مصحوبًا بلمس الوجه والفم والعينين.
  • كذلك إلقاء نظرة خاطفة على شيء ما يشير إلى الرّغبة في ذلك الشّيء، فمثلًا إذا نظر شخص ما إلى الباب فذلك يشير إلى رغبته في المغادرة.
  • إذا نظر الشّخص إلى الأسفل، فغالبًا ما يشير ذلك إلى العصبيّة أو الاستسلام، أمّا النّظر لأعلى ولليمين أثناء المحادثة يشير إلى كذبة قيلت بينما النّظر للأعلى ولليسار يشير إلى أنّ الشّخص يقول الحقيقة، والسّبب في ذلك هو أنّ النّاس ينظرون إلى الأعلى وإلى اليمين عند استخدام خيالهم لتلفيق قصّة، وينظرون إلى الأعلى وإلى اليسار عندما يتذكّرون ذكرى حقيقية.

 

حركة الرّأس

  • يشير الإيماء البطيء إلى أنّ الشّخص مهتمّ بما تقوله ويريدك أن تواصل الحديث معه، بينما الإيماء السّريع يشير إلى أنّ الشّخص قد سمع ما يكفي ويريدك أن تنهي الحديث أو تمنحه دورًا في الكلام.
  • إمالة الرّأس للخلف علامة على الشّك أو عدم اليقين.
  • السّرعة التي يهزّ بها الشّخص رأسه عندما تتحدّث إلى صبره أو عدم صبره.
  • تكون إمالة الرّأس جانبًا أثناء المحادثة علامة على الاهتمام بما يقوله الشخص الآخر.
  • يشير الأشخاص أيضًا برأسهم أو وجههم إلى الذين يهتمّون بهم أو يميلون إلى القرب منهم.

 

Unsplash

تعابير الوجه

من أهمها الابتسامة، وهناك أنواع مختلفة من الابتسامات:

  • الابتسامة الحقيقيّة تشغل الوجه كلّه وتشير إلى أنّ الشّخص سعيد ويستمتع بصحبة الأشخاص من حوله.
  • أمّا الابتسامة المزيّفة فتستخدم الفم فقط، وتهدف إلى نقل المتعة أو الموافقة ولكنّها تشير إلى أنّ المبتسم يشعر بشيء آخر بالواقع.
  • كذلك نصف الابتسامة هو تعبير وجه شائع يؤثّر فقط على جانب واحد من الفم ويشير إلى السّخرية أو عدم اليقين.
  • وأحيانًا قد تلاحظ تكشيرًا خفيفًا يستمرّ لأقل من ثانية قبل أن يبتسم أحدهم، وهذا يشير عادةً إلى أنّ الشّخص يخفي عدم رضاه وراء ابتسامة مزيّفة.
  • وقد يقوم أحدهم برفع بسيط للحاجبين مع ابتسامة خفيفة وهو بهذا يعبر عن الودّ والثّقة.

 

الشّفاه

  • تشير الشّفاه الضّيّقة والمضغوطة أيضًا إلى الاستياء، بينما يشير الفم المريح إلى الموقف المريح والمزاج الإيجابي.
  • تغطية الفم أو لمس الشفاه باليدين أو الأصابع أثناء التّحدّث هو مؤشّر على الكذب.
  • يشير مضغ الشّفة السّفلية إلى أنّ الفرد يعاني من مشاعر القلق أو الخوف أو عدم الأمان.
  • عندما يتمّ رفع الفم قليلاً قد يعني ذلك أنّ الشّخص يشعر بالسّعادة أو التّفاؤل.
  • يمكن أن يكون الفم المنحني قليلاً مؤشّرًا على الحزن أو الرّفض أو حتى كآبة صريحة.
  • عندما يريد النّاس إخفاء ردّ فعل عاطفيّ قد يغطون أفواههم لتجنّب عرض الابتسامات.

إشارات اليدّ

تظهر لنا اليدين إشارات مهمّة عند النّظر إلى لغة الجسد:

  • عندما يضع الشّخص يديه في جيوبه أو على رأسه، يمكن أن يشير هذا إلى شيء من العصبيّة أو الخداع الصّريح.
  • عند قيام الشّخص بإيماءات بيده، فهو يشير بالاتجاه العام إلى الشّخص الذي يشعر بالقرب منه (هذه الإشارات غير اللفظية مهمّة بشكل خاصّ للمراقبة أثناء الاجتماعات وعند التّفاعل في مجموعات).
  • عند سَنْد الرّأس باليد، عن طريق إراحة الكوع على الطّاولة، يشير ذلك إلى أنّ الشّخص يستمع ويمسك رأسه بثبات من أجل التّركيز.
  • عندما يحمل شخص ما شيئًا بينه وبين الشّخص الذي يتفاعل معه كورقة أو حقيبة، فإنّ هذا بمثابة حاجز يهدف إلى حجب الشّخص الآخر.
  • يمكن أن تشير القبضة المشدودة إلى الغضب في بعض المواقف أو التّضامن في حالات أخرى.
  • النّقر السّريع بالأصابع علامة على أنّ الشّخص يشعر بالملل أو نفاد الصّبر أو الإحباط.

 

وضع الذراعين

  • يمكن أن تشير الأذرع المتقاطعة إلى أنّ الشّخص في وضع الدّفاع أو الحماية الذاتيّة أو القلق أو الضّعف أو الذّهن المُنغلِق.
  • إذا كانت الأذرع المتقاطعة مصحوبة بابتسامة حقيقيّة ووضعية مريحة بشكل عام، فيمكن أن تشير إلى موقف واثق ومريح.
  • يضع الشّخص عادة يديه على وركه، لممارسة الهيمنة أو قد يكون أيضًا علامة على العدوانيّة.
  • قد يشير إمساك اليدين خلف الظّهر إلى الشّعور بالملل أو القلق أو حتّى الغضب.

 

القدمان

السّبب الذي يجعل النّاس ينقلون رسائل غير لفظيّة من خلال أقدامهم بدون قصد، هو أنّهم عادة يركّزون بشدّة على التّحكم في تعابير وجههم والجزء العلويّ من الجسم، بحيث يتمّ الكشف عن رسائل مهمّة عبر القدمين.

  • إذا لاحظت أنّ أقدام شخص ما تتجه في اتجاهك، فقد يكون هذا مؤشّرًا جيدًا على أنّ لديه رأيًا إيجابيًا فيك.
  • إن كان شخص ما يتحدّث معك، ولكنّ أقدامه تميل في اتّجاه شخص آخر، فمن المحتمل أنّه يفضّل التّحدّث إلى ذاك الشّخص "بغضّ النّظر عمّا إذا كانت إشارات الجزء العلوي من الجسم تشير إلى خلاف ذلك" .
  • تشير الأرجل المتقاطعة إلى أنّ الشّخص يشعر بأنّه منغلق أو بحاجة إلى الخصوصيّة.

 

القرب الجسدي

  • إنّ الوقوف أو الجلوس على مقربة من شخص ما أحد أفضل مؤشرات العلاقة الجيّدة، ومن ناحية أخرى إذا قام شخص بالتّراجع أو تحرَّك بعيدًا عندما تقترب منه، فقد يكون ذلك علامة على أنّ الاتّصال ليس متبادلاً.
  • في الحالات التي لا تعرف فيها الشّخص الآخر جيدًا، مثل ساعي البريد الذي تراه مرة واحدة فقط في الشّهر، قد تشعر براحة أكبر عندما تبتعد عنه لمسافة من 10 إلى 12 قدمًا.
  • يشير الجلوس بشكل مستقيم إلى أنّ الشّخص يركّز وينتبه لما يحدث، ومن ناحية أخرى يمكن أن يعني الجلوس مع انحناء الجسم إلى الأمام أنّ الشّخص يشعر بالملل أو اللامبالاة.

 

تقليد سلوك الآخرين

أو ما يُعرف انعكاس لغة الجسد ومحاكاة لغة جسد الشّخص الآخر، وإيماءة الانعكاس الشائعة هي تناول رشفة من مشروب معيّن في نفس الوقت.

فإذا كان شخص ما يقلّد لغة جسدك فهذه علامة جيّدة جدًا على أنّه يحاول بناء علاقة جيّدة معك.

 

هل لغة الجسد عامّة؟

من المهمّ أن تضع في اعتبارك أنّ لغة الجسد ليست عالميّة، ويمكن لعدّة أشياء أن تؤثّر على كيفيّة استخدام الشّخص وتفسيره للغة الجسد، من هذه الأشياء:

 

الاختلافات الثقافيّة

في العديد من الثقافات الغربيّة، يشير التّواصل البصري أثناء التّحدث إلى الانفتاح والاهتمام، بينما قد يتجنّب الأشخاص من الثّقافات الشّرقيّة التّواصل البصري المطوّل، حيث قد يبدو النّظر إلى الأسفل أو الجانب أكثر احترامًا.

 

الفروق النّفسيّة

الأشخاص الذين يفضّلون تجنّب لمس الآخرين قد لا يتصافحون أو يحتضنون عند تحية شخص ما، إنّ إدراك الحدود التي قد يضعها الشّخص حول اللمسة غير الرّسميّة يمكن أن يساعدك على أن لا تشعر بأنّ هذا الشّخص يكرهك.

 

لغة الجسد تعبر عن قوة الشخصية

يمكن أن تجعلك لغة الجسد أكثر ثقة وقدرة على الإقناع والسّيطرة على من تحاوره، وفيما يلي بعض من تلك الحركات:

  • أن تكون مرآة الشّخص الذي تتحدّث إليه، حيث تقوم بعمليّة نسخ متطابقة لجسمك
  • المشي بثقة
  • الحفاظ على اتّصال جيّد بين عيني المتحدث والمُتلقّي، فإذا كنت صاحب نظرة ضعيفة أو هشّة فهي تعبّر عن القلق والتوتّر والتّشتّت.
  • إبقاء يديك مرئية حين تحدّث أحدهم، لتظهر أمامه كشخص واضح وصريح.
  • الجلوس بشكل منظّم، وببطء وهدوء، فهو أمر يشير إلى زيادة الثّقة والقدرة على أداء المهام بأفضل شكل ممكن.
  • المصافحة بقوّة دون جذب الطّرف الآخر، بحيث تضغط بيدك على يد من تصافحه بقوّة دون حدّة.

 

من أجل أن تحقّق تواصلًا أكثر نجاحًا، من المهمّ أن تراعي جميع جوانب الاتّصال؛ من التّواصل اللفظيّ، أو الاستماع، أو التّعاطف، وكذلك لغة الجسد...

ولكن ضع في اعتبارك أنّ تقنيّات لغة الجسد هذه لا تنطبق على جميع الأشخاص بنسبة 100٪، وتجب مراعاة العوامل العامّة المؤثّرة في لغة الجسد للشّخص، لفكّ شيفرة الإشارات غير اللفظيّة بدقّة.

 

 

المصادر:

  1. https://www.verywellmind.com/understand-body-language-and-facial-expressions-4147228
  2. https://www.healthline.com/health/body-language
  3. https://fremont.edu/how-to-read-body-language-revealing-the-secrets-behind-common-nonverbal-cues/
  4. https://www.elnabaa.net/675267