تصالَح مع الموت وفسّر القرآن رسماً.. الفنان فريد عمارة يسحر القلوب بفنّه

1 مشاركة
20 صورة

لا يمكنك إلا أن تغرق داخل صفحته، وتعيش أجواء متناقضة بمجرد أن تسمح لنفسك بأن تنصت لما يريد فريد عمارة، الفنان المصري الشاب، أن يقوله لك. عبر صوره المتدرجة والمتقلبة بين السواد والبياض، يحاول تصوير الواقع ونشر الجمال وإيصال رسالة قوية التأثير، واضعاً يده على خيوط التناقضات الرفيعة ومضيئاً على ثنائيات مختلفة كالحياة والموت والأمل واليأس، وجدلية العلاقات بينها. وإذا مررت بصفحته في موقع فيسبوك "FARIEDESIGN"، لا يمكنك أن تتجاوزها إلى ما بعدها دون أن يلفت انتباهك الحضور الطاغي لأسلوبه، والمعاني العميقة التي يخرجها بتصميمات تجمع قوة الفكرة ببساطة اللغة وعمق المعنى وجمال التركيب.

 

كما سيلفت نظرك أسلوبه في التعامل مع معاني الكلمات ودلالاتها عامة، ومع معاني الآيات القرآنية خاصة، ما يضمن لك في كل زيارة لصفحته دهشة جديدة. فريد يعتبر أن فنه الرفيع يتجلى بالحبر الأسود، فهو عتبة الوجود في العمل الفني في عالمه على حد وصفه، يقول: "للأسود روح بسيطة، تشغل ناظره بما يقول، بدلاً من الجمال السهل المتمثل في الألوان، فالألوان تجذب العين بغير جهد حقيقي، ولا أجد فيها تحدياً حقيقيّاً لهمة الفنان الذي يحلم بصنع عمل فني، يسأل جمهوره نفسه عند رؤيته: كيف تأتى له هذا؟" يخرج فريد في تصميماته عن السائد فيما يخص مفاهيم عدة مثل الموت والحياة واليأس والأمل، فلا ترى بين أعماله التي تصوّر الموت، ما يخيفك، فهو يتحدث عنه بحرية تدل على التصالح معه. 

 

وهذا التصالح يكون بعد مشاركته لوالده برحلته الطويلة مع المرض، التي تعلم فيها ألا يخاف من الموت وأن يستعد له. 

وتتنوع التصميمات في صفحته، فمنها ما يبث الأمل ويدعو له، مثل التصميمات التي تعبر عن الآيات القرآنية بالرسم، وتتحدث عن الرحمة والبر والنور والصبر. ومنها ما يعتريه الحزن ويتحدث عن اللامبالاة والزمن والزوال. وهذا ليس غريباً عليه، فبالنسبة له: "الأمل والحزن رفيقان يشربان القهوة على مائدة واحدة داخل صدري... وكذلك داخل كل منا... ولا يقف الفن في صف أحدهما ضد الآخر".


إنما الغنى غنى القلب
1

يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير
2

أي قلوبهم مثل أفئدة الطير فِي الرِّقَّةِ وَاللِّينِ وَالرَّحْمَةِ وَالصَّفَاءِ، وَالْخُلُوِّ منِ الْحَسَدِ


وهو معكم إينما كنتم
3

فلا تغرنّكم
4

5

6

"..وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ - فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ"


لكل امرئ ما نوى
7

8

9

"وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.."
10

11

“مَتى أَوْحَشَكَ مِنْ خَلْقِهِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ يُريدُ أَنْ يَفْتَحَ لَكَ بابَ الأُنْسِ بهِ” - الحكم العطائية.


.."جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ"
12

13

"...وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ
ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ
إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"


"اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ..."
14

15

"...فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ"


16

"وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ
وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ
وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ
وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ"


"وَيَرْزُقْهُ..."
17

"وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا.."
18

وإلى جانب التصميمات الثابتة، عمل فريد بالتعاون مع استوديو إكسير وجهات أخرى على إنتاج فيديوات بعنوان "سكون"، والتي تحمل رسائل من القرآن وتخرجها على شكل رسم متحرك. مستخدمين آيات قرآنية مثل: "وما من دابة إلا على الله رزقها"، وأحاديث قدسية مثل: "كلكم ضال إلا من هديته" عرضت خلال شهر رمضان الماضي.


الفكرة في الفكرة، وعلاقة التصميم بالتفكير، معالجات فكرية فنية يضعها فريد عمارة لتفسير مايراه ومايفكر فيه على طريقته الفنية، وفي إنتاجه لنوع من أنواع الفنون المعاصرة رابطًا الصورة بالكلمة، في تخيل أصيل لشكل الفن الذي سيتيح له التعبير عن رؤاه الفكرية والفنية.


المصدر