10 طرق سوف تُساعد في تغذية ذاكِرَتنا

8 دقائق

الشّعور بالرّغبة للحصول على ذاكرةِِ قويّة يُعتَبر سِمَةََ مشتركةََ لدى جميعٍّ النّاس. لا بُدّ أنّنا تمنَّينَا أن نمتَلِك هذه الخاصِيَّة الرّائعةَ الّتي تُشعِرُنا بالثّقة وتُمكّننا من متابعة حياتنا بكلّ تفاصيلها الجميلة. الإنسان ذو القدرة الذّهنيّة العالية أكثر ترشيحاََ للوصول إلى أعلى المناصب على المستوى العَمَلي والإجتماعي، لذلك لا بُدّ أنّ لهذه القدرات سِحراََ خاصّاََ وجاذبيّة على مستويات عديدة تجعل النّاس يطمعون بالوصول إليها والحصول عليها. 

 

إنّ تحديد القدرة الذّهنيّة هو أمرٌ معقّدٌ وليس مُرتبطاََ بعاملِِ واحد، إنّما يقوم على عدّة عوامل منها الإدراك الحسّي المُميّز، القدرة على ربط المتفرّقات، بالإضافة إلى الذّاكرة الصّلبة التي يمكن الإعتماد عليها في جميع الأوقات:

كيف نحصُلُ على هذه الذّاكرة إذاََ؟ وما الذي نكتسبه في حال تمكنا من تقوية القدرات الذّهنيّة المتعلّقة بمراكز استقبال المُؤثّرات؟ وهل فعلاََ يمكن بناء ذاكرةِِ صلبةِِ قادرةِِ على تخزين كلّ ما نريد؟

 

فوائد الذّاكرة القويّة:

  • القدرة الاستيعابيّة الكبيرة أثناء الدّراسة
  • تذكّر أسماء الأشخاص ومتعلّقاتهم ممّا يخفّف مواقف الإحراج
  • الفائدة العمليّة في الأشغال التي تتطلّب تذكُّر دقيق للأرقام
  • القدرة على تمييز المواقف المُشابهة من أجل اتّخاذ مواقف متوازنة
  • عدم الوقوع في مشاكل بسبب نسيان مستحقّات النّاس والأمور المتعلّقة بهم كالمال والمُقتَنَيات
  • القدرة على التّفكير الإبداعي بشكلِِ أفضل من خلال استخدام المساحة الذهنيّة الواسعة

يجب أن نعلم أن العقل ليس مُصَمّماََ لتخزين كلّ شيئِِ بل الأشياء الأكثر أهميّة في حياتنا، ويمكن تمرينه تماماََ كما يمكننا تمرين الجسم من فترة لأخرى وفي مختلف المواقف.

 

 

Photo by Anita Jankovic on Unsplash

التّرميز البصري

يجب أن نعلم بداية أنّ الذّاكرة بشكلِِ عام تتّسع للمؤثّرات البصريّة أكثر من غيرها من المؤثّرات، وهذا يعني أنّ التّرميز البصري يحتلّ مساحةََ واسعةََ من اهتمام خلايا الدّماغ المتعلّقة بالذّاكرة.

المواقف التي تتطلّب تَذَكُّر أسماء النّاس على سبيل المثال يمكن أن تتطلّب استخدام هذه الطّريقة بشكلِِ كبير، إذ يمكن إعطاء الأسماء دلالاتِِ صُوَرِيّة. إذا أخذنا اسم "هيثم" على سبيل المثال، يمكن ربطه دلاليّاََ بالأسد. أمّا إذا كان لدينا اسم أنثى مثل هديّة مثلاََ فبإمكاننا تذكر الشّكل البَصَري للهديّة وتذكُّر الأسم بهذا الشّكل على طريقة التّرميز البَصَري.

يقوم العقل بهذا التّصرف التّلقائي من خلال تخزين الأسماء والمعلومات فضلاََ عن الأرقام والتّجارب حسب الأهميّة الحسّيّة للموضوع، فعندما يكون الحدث أو الموقف قابلاََ للتّأثير سَبَبِيّاََ على المستقبل بشكلِِ واضحِِ ومباشر، يميل العقل إلى طبع الصّورة النّمطيّة للموقف على مُخرَجات منطقيّة من أجل تلافيها لاحقاََ، وكل هذا هدفه حماية الكائن البشري من مواقف خطيرةِِ مُشابِهة، وتقريبه من مواقف مُحَبَّبة أخرى من أجل إشعارِه باللّذة والسّعادة والإبقاء على التّصرّف لأطول فترةِِ مُمكِنة.

 

عند زيارة مكانِِ معيّنِِ على سبيل المثال، وقيام أحدِهِم بطلب وصف ذلك المكان، نميلُ عادةََ إلى تَذَكُّر القيمة البصريّة للمكان والتّركيز في الوصف على المُدرَكات الحِسِّيّة النّظَريّة لما دار حولَنا قبل الإنتقال إلى الحديث عن المُدرَكات الحسّيّة الأخرى من الشّم والتّذوّق واللّمس والسّمع.

هذا الرّبط هو علاقة منطقيّة بين التّجارب الحِسّيّة وانطباعاتها الذّهنيّة عبر توليفةِِ متعلّقةِِ بحاسّة النّظر. هذا الرّبط بين الأسماء وأشكالها يعتبر أكثر أنواع التّذكّر شيوعاََ وانتشاراََ بين البشر.

 

 

Photo by Fakurian Arts on Unsplash

التّوليفة الحِسّيّة المُشتَركة

إنّ استرجاع تجربةِِ معيّنةِِ أو حدثِِ أو موقفِِ قام الشّخص باختباره يعتمد على مجموعة الحواس الخمسة مجتمِعَةََ من أجل استخلاص تعريفِِ حسّيّ واضحِِ للموقف المُعاش. لذلك فإنّ إشراك أكبر عددِِ من الحواس في التّجربة يُعتَبر أفضل للعمليّة الذهنيّة المتعلّقة بها. السّمع، اللّمس، التّذوّق، البصر، والشّم جميعها يمكن أن تشترك في التّجربة الذّهنيّة للتّذكّر، وهذا يعني ذاكرةََ أكبر واسترجاعاََ أوسع للمعلومة على نطاق كبير. إنّ إشراك كل هذه الحواس يساعد في تخزين المعلومات وتركيزها وعدم فقدانها في المستقبل.

 

في بحثِِ علميّ للباحث "ريكارد بروم" يربط بين الحواس والذّاكرة المتعلّقة بها يقول: "إنّ إشراك أكبر عدد من الحواس في تجربةِِ حسّيةِِ معيّنة يؤدّي بالتّالي إلى الحفاظ على التّجربة داخل عقولنا لأطول فترةِِ مُمكِنة."

التّجارب المبنيّة على أكبر عددِِ من الحواس تبقى في الذّاكرة لأطول فترةِِ مُمكِنَة والدّليل على ذلك الذّكريات المتعلّقة بالتّجارب الطبيعيّة كرؤية وَشَمِّ ولمسِ الأزهار. هذه التّجربة تؤدّي إلى تَذَكُّر أسماء الأزهار أو المكوّنات الطبيعيّة الأُخرَى بشكلِِ أفضل بسبب إشراك العديد من الحواس في التعرّف عليها.

 

تُعتَبر الذّاكرة تصميم معقّد ومتشعّب وتتدخّل فيه العديد من العوامل الحسّيّة المُترابطة، كما أنّ طُرُق التّخزين العقليّة كثيرة ولا يجب الإعتماد على طريقةِِ أو مصدرِِ واحدِِ للتّخزين.

 

 

Photo by Sharon McCutcheon on Unsplash

ربط المشاعر بالتّجربة الذّهنيّة 

العامل الثالث المتعلّق بشكلِِ مباشر بالذّاكرة هو إشراك المشاعر في التّخزين. في دراسةِِ لمعهدِِ ألماني عام 2012، تم عرض 20 صورة مع أسماء أشخاص على 20 متطوّع. المجموعة الأولى كانت لصور مؤثّرة بشكلِِ سلبيّ على المُتلقي لاحتوائها على مشاهد عنف ومعاناة)، بينما كانت المجموعة الثّانية من الصّور عاديّة وليس لها تأثيرٌ قويّ على النّفسية(مثل صور حيوانات وصور طبيعيّة أخرى). بعد العرض طُلِب من المتطوّعين ذكر أسماء النّاس الذين كُتِبَت تحت الصّور من المجموعتين، فكانت النّتيجة أنّ ال 20 مُتطوعاََ استطاعوا تَذَكُّر 16 أسماََ من أصل 20  من المجموعة الأولى، بينما لم يستطيعوا ذكر سوى 3 أسماء من المجموعة الثّانية. 

 

استطاعت الذّاكرة في هذه التّجربة أن تُخَزّن الصّور المُصاحِبة للمشاعر السلبيّة على المدى البعيد أكثر من الصور الحياديّة التي لا تُحفِّز المشاعر لدى الإنسان، ويعود هذا التّصرف إلى سبَبَين:

  • السّبب الأوّل هو طبيعة المشاعر الحاكِمة على أهمّيّة الموقِف، وبالتّالي تُؤدّي إلى تخزينِه للمدى البَعيد لأنّه يُعتَبر شيئاََ مصيريّاََ وخطيراََ على سلامة الإنسان وبالتّالي يجب أن يبقى دائماََ في مركز الذّاكرة لأنّ الهدف الأوّل من خَلقِ الدّماغ هو الحفاظ على الإنسان وتنبيهِه للأُمور المهمّة لبقائِه و حمايتِه.
  • السّبب الثّاني هو طبيعة الإنسان العاطفيّة التي تُؤَثّر على حُكمِه على الأُمور وبالتّالي أخذِه للقرارات والأحكام على هذا الأساس.

نستطيع من هنا أن نستفيد من المشاعر في حال أردنا أن نتذكّر موقفاََ أو معلومةََ على المدى البعيد، فربطُ المشاعر مع الموقف يسمح بتركيزه داخل مركز عمليّات الذّاكرة البعيدة المدى. المشاعر كفيلةٌ بترسيخ المعلومة أو الموقف في عقولنا بشكلِِ شبه دائم.

 

 

Photo by Raj Rana on Unsplash

تثبيت الذّكريات لأَطوَل فترةِِ مُمكنة

من أجل حفر الذّكريات في المركز الدّائم أو الذّاكرة البعيدة المدى، يجب علينا أن نفهم العلاقة بين الذّاكرة القريبة المدى، والذّاكرة البعيدة المدى. 

كثيراََ ما يحدُث عند اللّقاء بأشخاصِِ جُدُد، أننا نتذكّر أسماءَهُم لفترةِِ قصيرةِِ فقط ثمّ نقوم بنسيانِها فيما بعد. هذا السّلوك العقلي طبيعيٌّ جدّاََ بسبب طبع المعلومة في الذّاكرة قريبة المدى ما يعني أنّ المعلومة لم تكن على قدرِِ كافِِ من الأهميّة. هنا يجب أن نعرف أنّ هناك حيلةََ ذهنيّةََ نستطيع من خلالها دمج هذا العُنصر بعنصرِِ آخر موجودٌ أساساََ في الذّاكرة البعيدة المدى يمكننا من خلاله أن نستجمع العُنصُرين في توليفةِِ دماغيّةِِ واحدة. 

تقول البروفيسورة (أليسون بريستون) من جامعة (أوستن) في تكساس الأميركيّة: "لكي نتذكّر موقفاََ أو اسماََ أو رقماََ معيّناََ على المدى البعيد، ما علينا سوى دمجه بذكرياتِِ سابقة ". الدّمج في هذه الحالة هو عبارة عن تركيب معرفةِِ جديدةِِ بمعرفةِِ راسخةِِ أساساََ داخل خلايا المُخ.

عندما نقوم بربط معلومةِِ جديدةِِ بمعلومةِِ قديمة، نستطيع في هذه الحالة تثبيت الموقف الجديد في نفس نِطاق عمل الموقف القديم المُشابه له من ناحية لغويّة أو ظرفيّة أو حتى شكليّة.  على سبيل المثال نستطيع ربط الإسم "عادل" مثلا بالعدل. أو أسم "عماد" بالأعمدة، وهكذا...

 

 

Photo by Florian Olivo on Unsplash

التّلخيص

في العديد من الحالات التي تتطلّب التّعامل مع أسماء معينةِِ كثيرةِِ ومعقّدة وأحياناََ غير مترابطةِِ سببيّاََ أو منطقيّاََ، يمكن اللّجوء إلى طريقة التّشفير من أجل حرف منحى التّدخل الذّهني المنطقي وتوجيهه نحو طريقةِِ استدلاليّةِِ أكثر نجاحا في تثبيت المعلومات في الذاكرة البعيدة لحين استخدامها.

 

يمكن تلخيص عمليّة التّشفير في تحديد سماتِِ معيّنةِِ في الكلام المطروح واستخراج أجزاء منه مثل الحرف الأوّل على سبيل المثال وبناء جُمَل أُخرى منطقيّة من نفس الأحرُف حتّى نقوم بتذَكُّر الكلمة الأصليّة التي تمّ اختزال الأحرف منها. 

على سبيل المثال: يمكن تلخيص الحُروف الأولى من الأبجديّة في توليفةِِ جديدةِِ من: (أبجد هوز حطي كلمن)، أو تذكُّر التوازُن في البُحور الشّعريّة المعَقَّدة الحفظ مثل: (بحور الشّعر وافرها جميل، فعول مفاعلتن فعول)، وغيرها من الأمثلة.

هذا السّلوك يُعتَبر أكثر إفادةََ لطلّاب المدارس والجامعات والباحثين الذين يتعاملون مع قدرِِ كبيرِِ من المعلومات ويرغبون بعدم نسيانها لدِقَّتها وشيوع استخدامها في مجالاتهم.

 

العقل يحفظ الجمل التي تمتَلِكُ معنىََ أضعاف ما يحفظ الكلمات التي لا يربِطُها أيّ معنىََ منطقي.

 

 

إعادة تحفيز الخلايا

تماماََ بنفس طريقة التّعامل مع أيّ طريقةِِ من طُرُق تقوية الذّاكرة، يجب الأخذ بعين الإعتبار أنّ التّكرار يجب اعتماده مع وعيِِ وتركيزِِ لما نكرّره على ألسنتنا. في دراسةِِ أجراها توماس هيكيرس عبر استخدام الرّنين المغناطيسي عام 2002، قام بذِكرِ اسمِِ جديدِِ غير مألوفِِ للمتطوِّع، ولاحَظ بذلك تحفيزاََ لخلايا الدّماغ في منطقة الجبهة الأماميّة، وبعد تكرار نفس الأسم على المتطوّع، لاحظ تحفيزاََ لخلايا الدّماغ في منطقة الجبهة الخلفيّة على جهة اليسار. يبرّر هيكيرس هذا الاختلاف في نوعيّة الاستجابة الدّماغية بعد التّكرار وتحويل المعلومة من الجزء التّلقائي العفويّ إلى الجزء الأكثر تركيزاََ في الدّماغ. 

حدث في عملية التّكرار انتقالٌ للتّحفيز الحسّي الدّماغي إلى منطقةِِ أُخرى مغايرةِِ للمنطقة الأولى وهذا ما يدلّ على أهميّة التّكرار في عمليّة تركيز الذّكريات داخل مركز الدّماغ.

 

 

Photo by Mr. Bochelly on Unsplash

المُشاركة

نلاحِظُ سُلوكاََ مُستَغرَباََ من قِبل الأشخاص الذين يمارسون مهنة التّدريس سواءََ في المدارس أو المعاهد أو الجامعات. يقوم المعلّم أو المُحاضر بنفس الوظيفة على مدى سنواتِِ بدون أن ينسى تفاصيل العمل أو المواد قيد الشّرح.

الكثير منا يلاحظ انه عندما يقوم بطرح معلومةِِ ما سواءََ ثقافيّة أو علميّة، او حتى سرديّة، يستطيع التّطرّق إلى جوانب مختلفة من المعلومة في كلّ مرّةِِ يتعامل معها. هذا التّأثير الجديد للمعلومة داخل الدّماغ هو أمرٌ طبيعيٌّ و علميٌّ مُثبَت. إنّ طرح المعلومات بشكلِِ متكرّر ولو كان مُختلِفاََ تفصيليّاََ في كلّ مرة.

التّعليم أو مشاركة المعلومات بطريقتنا الخاصّة يُعتَبر احد أسباب تقوية الذّاكرة بسبب احتلال المعلومات مساحةََ أكبر داخل الدّماغ واتّخاذها أشكالاََ عصبيّةََ متعدّدة. إنّ المعلومات التي يتمّ طرحها على الآخرين تخلُق مجالاََ في الذّاكرة البعيدة المدى للإستمرار في التّداعي والتّأثير. 

 

 

إستعمال اليدين

في دراسةِِ أجرتها الدّكتورة "باميلا مولر" من جامعة برينستون في كاليفورنيا، أثبتت أنّ الكتابة باليد تسمح للشّخص بأن يتذكّر المعلومات التي يُراد استرجاعها بنسبة 86% أفضل من طباعتها. البحث هنا يتعلّق بالكتابة الأوّليّة من دون الرّجوع إلى ما كتبناه لاحقاََ. إن تأثير حركة اليد المرتبطة بأفكارِِ معيّنة موصولة بالدّماغ يتعدّى كونَه سُلوكاََ تعلميّاََ إلى تأثيره العصبي الفيزيولوجي على الخلايا النّاقلة للمعلومة. 

طُلِبَ في هذا البحث من مجموعةِِ من الأطفال أن يقوموا برسم شكلِِ عبر توصيل نقاط وصنع شكلِِ مُعيّن بواسطة الورقة والقلم، ثم طلب منهم نفس التّمرين باستعمال الحاسوب. أكّدت نتيجة الفحص الدّماغي لدى الأطفال المُشاركين أنّ ثلاثة مناطق في الدّماغ تمّ تحفيزها فعلاََ في التّجربة الأولى بينما لم تتحفّز هذه المناطق في التّجربة الثّانية.

الفرق الحاصل بين التّجربتين كان واضحاََ على المردود الدّماغي للتّجربة، سواءََ بحركة اليد أو الضّغط العصبي من خلال الخلايا الموصولة مباشرةََ بالدّماغ. من هنا نستطيع أن نُعايِنَ أثر التّوليفة العصبيّة الحاصلة من قبل التّجربتين على العائد العقلي المرتبِط بخلايا الإستذكار.

 

 

ربط الذّكرى بشيئِِ مهم في حياتك

لا يخفى على أحد أن الذّكريات هي أمور مهمّة بالنّسبة لنا جميعاََ. ما يعطيها أهميّةََ أكبر هو درجة تأثير المواقف المُصاحِبَة لهذه الذكريات. يعني هذا الأمر ببساطة أنّ الأشخاص الذين يرغبون في تذكُّر أمرِِ ما، عليهم فقط أن يُرفِقوا مشاعِرَهم مع تلك التجربة من أجل استحضار تفاصيلِها عند الحاجة. 

في المقابل، عندما لا نُولي أمراََ ما أهميّةََ على مستوى المشاعر، فإنّنا نميلُ إلى أن ننساه لأنّ الدّماغ قد استبعده كُليّاََ من مستوعبات الذّكريات. إنّ أهميّة الحدث أو المعلومة هو أمرٌ مصيريٌّ في تحديد بقاء الموقف في المُخيِّلة من عدمه.

 

 

Photo by Kuo-Chiao Lin on Unsplash

الرّاحة

الممارسات التي سبق ذِكرُها تتعلّق بشكلِِ مُباشِر بالجانب الواعي من التّركيبة الدّماغيّة، بينما نجد أن هناك سلوكاََ يتعلق باللاوعي يؤثّر على تخزين المواقف والمعلومات أثناء النوم. 

في دراسةِِ لعالم الأعصاب "أليكس أمبروسيني" حول علاقة النّوم بالذّاكرة، يقول أنّ النّوم يحمي الذكريات القصيرة المدى من التّشتّت وأنّ أفضل طريقةِِ لحماية المعلومة هي عدم تعريضها لمعلومةِِ بعدها مباشرة. إنّ أفضل طريقةِِ لإيقاف مجرى المعلومات بعد تثبيتها هو النوم. 

العقل والقلب هما عضوان لا ينامان أبداََ طوال عمر الإنسان، وبالتّالي يُعتَبر النّوم الفترة المثاليّة للدّماغ من أجل تحليل المستقبِلات العصبيّة المتعلّقة بالحوادث الخارجيّة. يقوم الدّماغ بحماية المعلومات الحديثة من خلال سلوكيّات متعدّدة كالفرز، والتّحليل، والتّخيّل، والأحلام. هذه المعالجة تؤثِّر على قراراتنا بشكلِِ دائمِِ سواءََ عن وعيِِ أو لا وعي.

 

 في النّهاية نستطيع أن نُدرِك حجمَ تأثير الذّاكرة على السلوكيّات اليوميّة بشكلِِ دائمِِ ومُستمِر، ولا يخفى على أحدِِ أثرَ الذّاكرة الصّلبة في تحديد الأولويّات وتنفيذ المتطلّبات اليوميّة بشكلِِ فاعل. من المُهِم جدّاََ أن نعرف كيف ومتى نستخدم الذّاكرة ولماذا تتخلّص عقولنا من المشاعر والمعلومات السلبيّة التي لا قيمة لها.

 

المهم في هذا الموضوع هو كيفيّة التّعامل مع التّركيبة العقليّة المؤدّية إلى استرجاع الذكريات والإستفادة من هذا السلوك من أجل الإستمرار بشكل أكثر فاعليّة في الحياة.

 

المصادر:

  1. https://www.healthline.com/nutrition/ways-to-improve-memory
  2. https://www.helpguide.org/articles/healthy-living/how-to-improve-your-memory.htm
  3. https://www.health.harvard.edu/topics/improving-memory
  4. https://www.verywellmind.com/great-ways-to-improve-your-memory-2795356



بمساهمة من   
فؤاد زيدان

مترجم وكاتب