ما هي صفات القائد الناجح وما الذي يميّزه عن المدير التقليدي

2 مشاركة
4 دقائق

هل سألت نفسك يوما ما هي صفات القائد الناجح؟ أو هل تساءلت إن كنت أنت أو أحد الاشخاص في محيطك يصلُحُ لكي يكون قائداََ فعلًا؟ 

 

عند طرح السّؤال يتبادر إلى أذهاننا العديد من الخصائص والصّفات التي تتكامل لتشكّل شخصيّة قياديّة فذّة، لكن هل هي فعلًا خصائص كافية لبناء قائدِِ مُلهِمِِ ومُخَضرم؟ 

 

إن التعريف الأفضل للقيادة هو عملية تحفيز وتشجيع الآخرين نحو تحقيق هدف ما. القادة الحقيقيّون هم الأشخاص الذين يتمتعون بشخصيّة قويّة و مهارات استثنائيّة تُخوِّلهم قيادة النّاس نحو تحقيق الأهداف المنشودة.


 

الصّفات الأفضل والأكثر شيوعاََ للقائد الناجح يمكن تلخيصها كالتالي:

 

التّواصل

يتشارك البشر عادة في الميل الفطري نحو التواصل والتكامل. نستطيع أن نلاحظ هذا السُّلوك في الميل نحو الزواج والصداقات والتّعاطف الأُسَري والأَخَوي. إنّ قيادة مجتمعِِ ما يتطلّب التَّمتُّع بِمَهاراتِِ تواصليّة استثنائية تُمَكِّن القائد من استخدام اللغة لتحقيق أهدافِِ ترابطية من أجل الوصول إلى الغايات المطلوبة. يستطيع هذا الشخص أن يستخدم التواصل اللفظي والحركي بطريقة فعالة ومنتِجة من شأنها تحفيز الأشخاص داخل مجتمعِِ ما من أجل بلوغ ما يسعى إليه من أهداف.

 

 

النزاهة

يمكن تعريف النزاهة بأنها القيام بالشّيئ الصحيح حتى لو لم يكن يراك احد. إنَّ القائد الحقيقي هو الشخص الذي يضع مثالاََ حقيقياََ للنزاهة والمناقبيّة أمام أعيُن الجميع حتى يكون قدوةََ ومثالاََ يُحتَذى للآخرين الذين يطمحون لتقليدِ القائد في صِفاتِه وأفعاله لاعتقادهم أنه يمتلك أُسُسَ النّجاح وخصائص القوة. يمكن تحقيق النزاهة من خلال عدة عوامل كالاعتذار عند الخطأ، تسليط الضّوء على العمل الاحترافي، تقييم الأداء بشكل صادق، وتقديم الامتنان لوقت ومجهود الآخرين.

 

تَحَمُّل المسؤوليّة

يُقَال إن القائد الجيّد هو الذي يتحمل أكثر بقليل من نصيبه من اللّوم وأقلّ بقليل من نصيبه من الفضل. يقوم القائد الجيد باحتضان الفريق وتَحَمُّل نتائج العمل سواء كانت إيجابية أو سلبيّة، مما يخلق حالةََ من الارتياح والثقة بين الجميع. في هذه الحالة يقوم القائد بالثّناء على الفريق عند القيام بشيءٍ جيد، ويتحمّل مسؤوليّة الإخفاق في حال الفشل في تقديم الأفضل.

 

التعاطف

إن القائد الجيد هو الشخص القادر على تفهم دوافع ومخاوف وآمال وأحلام الناس مما يخلق نوعاََ من الثّقة والتّرابط بينهم وبينه. هذا التّعاطف يؤدّي إلى نتائج إيجابية على المستوى الأدائي والنّفسي مما يساهم في تحسين جودة العمل وتقليل الأضرار الجانبية لأي مشروع. التّعاطف يعني العمل على حل مشاكل الفريق وليس استجوابهم حولها بشكلِِ مستمر، كما يعني أنّ مشاكل الفريق تعني القائد بشكلِِ مباشر وهي جزء من التحديات المشتركة للعمل ككل.

 

التّواضع

هذه الصفة تعتبر من أصعب صفات القيادة، فكونك قائدًا يخولك السّيطرة على زمام الأمور مما يعني في بعض الأحيان عدم القدرة على الشّعور أنك مثل بقية الناس. القائد المتواضع هو الذي يركز على حل الأمور العمليّة وتوزيع الأدوار أكثر من الاهتمام بالتقدّم الفردي. يقال إن الكبرياء يجعلنا متصنعين والتّواضع يجعلنا حقيقيّين. القائد الحقيقي هو الذي يُشعر النّاس أنّه جزءٌ منهم لا متقدّم عليهم.

 

المُرونة

قد يبدو المُصطلح شيئاََ سَهلاََ وقابلاََ للتّطبيق، لكن كونك مسؤولاََ عن عددِِ لا بأس به من الناس والمشاريع قد يبرُزُ أمامك تحديّات تدفعك أحياناََ للتّخلي عن المرونة والتمسّك برأيك، يجب عليك أن تستوعب أن الأوقات الصعبة تتطلّب من القائد أن يتمتع بحسّ من العملانية والاحترافية في تدوير الزّوايا وحلّ المصاعب دون تأثيراتِِ جانبية. المرونة تأتي مع الخبرة والتصوّرات الإيجابيّة هي المحرّك لكلِّ نجاح.

 

الرُّؤية

 القادة الحقيقيون يبتكرون رؤية، ويصيغون هذه الرؤية، ويمتلكون الرُّؤية بشغف، ثم يقودونها بلا هوادةِِ إلى الاكتمال

جاك ويلش

إنّ امتلاك هذه الرُّؤية من شَأْنه أن يضع مِثالاََ واضحاََ للآخرين من أجل التقيّد به والعمل من أجل تحقيقه، فأكثرُ النّاس يريدون أن يقوم أحدهم بوضع أسسِِ للعمل يُمكِنُهم التقيّد بها، وقليلٌ من النّاس يستطيعون بناء هذه الرؤية للجميع وهؤلاء هم القادة وعددهم قليل.

 

التأثير

لا ينكرُ أحدٌ أنّ من أبرز مقوِّمات القائد الحقيقي هي القدرة على التّأثير داخل محيطه. يظنّ البعض أن الحصول على مركز مؤثر من شأنه أن يمنحك الاحترام والتقدير داخل محيط معين، وهذا الأمر غير صحيح إذ يجب على القائد أن يمتلك بعض المفاتيح التي تخوله أن يكتسب هذا الاحترام ومن ضمنها:

  • التّواصل العاطفيّ مع الناس
  • جعل الآخرين يشعرون بأهميّتهم
  • بناء علاقات طويلة الأمد
  • العمل نحو بناء أهداف مشتركة
  • تقديم العون والنصح لمن هم دونك

 

الإيجابيّة

التّعامل مع الموظَّفين أو الذين هم دونَك في التّراتبيّة الهرميّة يحتاج إلى نوع من الإيجابيّة في التعامل.إنّ إضفاء روحِِ من الهدوء الانفعالي البنّاء من شأنه أن يُشعِر النّاس بالأهميّة والطمأنينة مما ينعكس على المجتمع العمليّ ككلّ. يجب معاملة الآخرين على أساس مساهماتهم وطبيعة تعامُلِهم في العمل سواءََ كانوا فاعِلين أمْ لا. القدرة على إضفاء جوّ من التسامح والودّ هي من أبرز عواملِ النّجاح داخل البيئة العمليّة والتي يجب على القائد أن يُبلوِرها وينمّيها.

 

الثّقة

القائد الملهم هو الذي يتمتع بالثّقة بنفسه أولًا وبقدرته على إحداث تغييرات جذرية داخل المجتمع الوظيفي. الثقة عامل مهم جدًا يستطيع من خلاله القائد أن يبرز شخصيته القيادية الفذة للجميع. يجب على القائد أيضًا أن يشعر الآخرين بالثقة البناءة بقدراتهم وتوجهاتهم وحتى أفكارهم وتصوراتهم. إن بناء هذا النوع من التآلف الوظيفي المبني على الثقة الكاملة هو العامل المؤثّر الأبرز في تحسين جودة العمل وبناء هيكليّة صلبة داخل المؤسسة أو المنظمة أو المجتمع الوظيفي.

 

في النّهاية، يجب علينا أن لا نُغفِل أيّ عنصر من عناصر القيادة الناجحة في حال أردنا أن نحقق أهدافنا بطريقة مدروسة وواضحة. إنّه من الطبيعي أن لا يستطيع أي قائد أن يتمتّع بكل هذه الصِّفات في آن معا، لكنَّ الجُهد المبذول من أجل الوصول إلى كل واحدة منها هو شيء أساسيّ وضروريّ من أجل بناء مجتمعِِ مترابطِِ قِوَامُه القوى العاملة والقيادة المثاليّة.

 

المصادر: 

  1. https://www.aleqt.com/2019/04/22/article_1584961.html
  2. https://www.adamenfroy.com/leadership-qualities
  3. https://www.ccl.org/blog/characteristics-good-leader/
  4. https://blog.vantagecircle.com/leadership-qualities/



بمساهمة من   
فؤاد زيدان

مترجم وكاتب