كيف أحسّن مهارتي في القراءة؟ إليك الطريقة لتصبح قارئا متمكّنًا!

1 مشاركة
4 دقائق

الكثير من البشر يمارسون القراءة بشكلِِ يومي سواءََ عبر قراءة الكتب الثّقافية والعلمية أو عبر تصفُّح الإنترنت وخصوصاََ مواقع التّواصل الإجتماعيّ. قد يتبادر إلى ذهن أحدهم سؤالٌ مثل: كيف أُصبحُ قارئاََ محترفاََ يستطيع فكّ شيفرة أي نصِّ بشكلِِ سريعِِ وفعّال، وكيف أستطيع أن أقرأَ بين السّطور في أقلّ وقتِِ وأكثر قيمةِِ لغويةِِ وعلميةِِ وتقنية. يجب أن نعلمَ بدايةََ أنَّ كلَّ مهارةِِ مكتسبةِِ لا بدّ فيها من الممارسة المتقنة والمنظّمة من أجل تنميتها وبلورتها في حال أردنا أن نتميز في مجال معيّن.

 

تُعتَبَر القراءة إحدى المهارات الأكثر أهميّة في حياتنا اليوميّة إذ تدخل هذه المهارة في صلب العلاقات اليوميّة والقدرات الفنيّة بالإضافة إلى طاقة الإستيعاب البشريّة التي تحدّد طبيعة اندماج الشّخص في مجتمعِِ معيّن سواءََ من النّاحية الإجتماعيّة أو الثقافيّة أو العمليّة.

 

يستطيع الفرد منّا أن يستخدمَ بعضَ التقنياتِ الأساسيّة في تطوير مهاراته القرائيّة التي تمكّنه أن يعالج أي نص بطريقة احترافيّة بأقلّ مجهودِِ وأكثر فائدة. هذه التقنيّات تتضمّن الآتي:

 

تخصيص وقتِِ للقراءة يوميّا

يمكنُ لأيّ شخصِِ أن يمارس القراءة بشكل يوميّ سواءََ من خلال قراءة الصُّحف، أو المجلّات، أو المقالات العلميّة والأدبيّة أو حتى الشّعر. يعتمد اختيار نوع المقروء على أذواق القرّاء، وتجتمع ممارسة جميع هذه الأنواع في نتيجة واحدةِِ وهي تنمية الطّاقة الإستيعابيّة للقارئ وتمكينه من الإرتقاء بالذّوق الأدبيّ والفنيّ فضلاََ عن تنمية مهاراته اللّغوية وتمكين حقله المعجميّ ممّا يؤدي في النّهاية إلى بناء شخصيّة متكلّمةِِ واعيةِِ ومدركةِِ لمكامن التّعاطي اللّغوي والتّواصلي.

 

تحديد أهدافِ القراءة

يمكنك اختيار نوع النص الذي ترغب في مطالعته فضلاََ عن اختيار نوعيّة البحث العلميّ المراد الإطّلاع عليه. في حال أردت أن تتعرّف على مصطلحات معيّنة في مجال مخصّص، يمكنك اختيار النّصوص التي تقوّي الحقل المعجميّ الخاص بالطبّ مثلاََ، أو التّكنولوجيا، أو حتى الادارة أو التّجارة. إنّ اتّساع أفق البحث العلميّ اليوم بسبب انتشار العلوم والمعلومات عبر الشّبكة العنكبوتيّة قد جعل من الوصول إلى مختلف أنواع النّصوص المقروءة سهلا ََ ويسيراََ، وهذا ينعكس على العمق المعرفيّ لدى القرّاء الّذين يرغبون بالتثقّف في مجالاتِِ معيّنة من خلال المطالعة والتّدقيق.

 

 

معاينة النصوصِ المقروءة

من مهارات قراءة النّصوص بطريقة احترافيّة، معاينة النصّ المراد الاطّلاع عليه، عبر تفحّص العناوين العريضة، والاقسام والنّقاط المهمّة. إن هذه الطّريقة تعتبر من أنجح الطّرق وأسرعها للحصول على فكرةِِ شاملةِِ عن النّص قبل قراءته بغية التعرّف على تفاصيله اللّغوية والعلميّة. إن القارئ المتعمّق للنّصوص يستطيع أن يستشفّ فكرة النصّ المكوّن من 1000 كلمة مثلا ََفي ثوانِِ معدودةِِ من خلال هذه الطّريقة الّتي تُعتَبر الأنجعَ في اختيار درجة مناسَبَةِ البحثِ اللّغوي لتطلّعات القرّاء.

 

تحديد الهدفِ منَ القِراءة

لكلّ قارئِِ هدفٌ قد يختلفُ باختلاف درجة الثّقافة، أو الهوايات، أو حتى النفسيّة. بعض القرّاء يقومون بالبحث عن ما يعمّق تفكيرهم العملاني، والبعض الآخر يبحث عن التّسلية، ونرى معظم القرّاء الرّاغبين باستطلاع الكتب يميلون الى القصيرة منها لاسبابِِ ظرفيّةِِ وعمليّة. إن عمليّة تحديد الهدف من القراءة من شأنها أن توفر وقتاََ ومجهوداََ على القارئ بسبب تحديد الغاية المنشودة من المعلومات المُستَقاة من النَّصِّ وتقوم هذه الطريقة بتحديد ضوابط البحث وترشد القارئ الى الطريقة المُثلى للبحث عن المعلومة.

 

 

تطبيق استراتيجيّات القراءة الرئيسيّة

يقوم بعض القرّاء المحترفين بالبحث عن بعض المفاتيح في النصّ المَقروء، فعلى سبيلِ المثال يبحثُ البعضُ عن طبيعة النّص سواء كانت إقناعيّة أو سرديّة أو غيرها، كما يبحث آخرون عن الهدف الأدبيّ للنّص أو الطريقة النّثريّة التي أُلِّفَ بها النّص. هذه الاستراتيجيّات تُمَكّن القارئ من التّركيز في طبيعة ما يقرأ وتساعده على أخذ المعلومات والمهارات من النص المقروء بطريقة عملية.

 

تدوين الملاحظات أثناء القراءة

يمكن القيام بتدوين الملاحظات خلال القراءة من اجل تحسين التجربة العلميّة والادبيّة للقارئ من خلال عدة انواع من التدوين. يمكن للقارئ تسليط الضوء على بعض الدّروس المستقاة من النصّ المقروء، كما يمكنه كتابة بعض النقاط التسلسليّة للسّرد أو المراحل التي يتكوّن منها البناء الادبي او العلميّ، كما يمكن اعتماد طريقة تدوين الملاحظات الشكليّة عبر رسم اشكال هندسيّة او قوائم تدوينيّة تحتوي معلوماتِِ يريد القارئ أن لا ينساها أو أن يركّز عليها في سياق بحثه. إن عمليّة تدوين الملاحظات هي من أكثر الطّرق فاعليّة في التركيز على المحتوى إذ يستطيع القارئ أن يلخص ما يراه مهما في المحتوى الكتابي للعودة إليه لاحقا أو لتثبيت عملية الادراك اللغوي للمادة التي يتعامل معها.

 

 

التّلخيص

من أهم مهارات تقوية القدرات القرائيّة لدى الباحث مهارة التّلخيص. قد يقوم القارئ بتذكّر النّقاط الرئيسيّة لبحث ما عبر التّحدّث الى صديق أو حتى إلى نفسه عن أهمّ ما علق في عقله من أفكار، أو قد يقوم بتدوينها بشكلِِ متتابع بالاعتماد على ذاكرته ومقدرته الّلغوية. يجب أن نعلم أن مهارة التلخيص تعتبر من أبرز الدلائل على مقدرة الإنسان العقلية واللغوية بالإضافة إلى طاقاته الإبداعية إذ من الممكن أن يحول نصا ما من توجه الى آخر بناء على ما يراه القارئ مناسبا لطبيعة تفكيره أو نوعية توجهاته.

 

في النهاية، إن القراءة المُتقَنة تُعتَبر تحدّياََ جِدّياََ لمن يريد أن يحقّق نتائج لغوية وعلمية من الطّراز الرفيع، فمع الوقت يصبح الإنسانُ دقيقاََ في الاختيار اللّغوي والادبي وحتى العلمي حين يتّبع الخطوات المناسبة لتقوية مهاراته القرائيّة. قد يعتبر البعض أن القراءة العشوائية من شأنها أن تقوي المهارات الادراكية للناس، لكن ما لا يعلمه الكثيرون أن اتباع الاستراتيجيّات المُثلى للقراءة البحثيّة كفيلةٌ بتنمية القدرات الإبداعية بدرجاتِِ أعلى وبأداءِِ أكثر إتقاناََ.

 

المصادر:

  1. https://www.indeed.com/career-advice/career-development/how-to-improve-reading-skills
  2. https://www.waterford.org/resources/tips-to-help-students-build-better-reading-skills/
  3. https://www.wikihow.com/Improve-Your-Reading-Skills



بمساهمة من   
فؤاد زيدان

مترجم وكاتب