أفضلُ الإجابات على أكثر 5 أسئلة شيوعًا في مقابلات التوظيف

1 مشاركة
5 دقائق

مَن مِنّا لا يتمنّى أن يمتلك الأجوبة المناسبة لأسئلة مقابلات التّوظيف المعقّدة؟ إنّ الشّعور بامتلاك المهارات الكافية للإجابة على الأسئلة الشّائعة في أيّ مجال عملِِ كان هو من الأهمّية بمكان خصوصاََ لدى التّقديم على وظيفةِِ لطالما حلمت بها أو تمنّيت أن تجد نفسك في يومِِ من الأيّام في هذا المكان الّذي يلبّي طموحك ويشبعُ رغبتك بتحقيق نفسك وطموحاتك.

 

قد يبدو موضوع امتلاك المهارات اللّازمة أمراََ معقّداََ وصعب التّحقيق إلّا أن التّمعُّن في ما يمكن تحقيقه من خلال اتّباع خطواتِِ معدودةِِ قد يُحدِثُ فرقاََ كبيراََ في نتيجة أيّ مقابلة هو بالتّأكيد أمرٌ مجزِِ وفعّال. 

 

بدايةََ، يجب أن تمتلك عقليّة الشّخص المقابل، أي يجب أن تضع نفسك مكان المُستجوِب ثمّ تفكّر ما الجواب الذي يمكن أن ينتظرَه منك. يجبُ علينا أيضاََ أن نُدرِك أنّ الإجابات الدّقيقة ليست بالضّرورة هي المثاليّة القابلة للفهم من أكثر من منظور. قد يكون الإبتعاد عن الأجوبة الفلسفيّة ضروريّا وحاسماََ في بعض المقابلات خصوصاََ لدى التّقديم على وظيفةِِ عمليّة أو تقنيّة. 

 

جمعنا لكم 5 من الأسئلة الأكثر شيوعاََ عند مقابلات التّوظيف وكيفيّة الإجابة عنها بالطّريقة الأمثل لضمان الحصول على وظيفة الأحلام:

 

أَخبِرني عَن نفسِك

هو السّؤال الأكثر شيوعاََ في تاريخ المقابلات على الإطلاق. تشير الإحصائيّات أن هذا السّؤال قد استُعين به من قِبَلِ حوالي 90% من مُقابلات التّوظيف حول العالم بأساليبَ وطُرق مختلفة. إنّ معرفتك لقدراتك المهنية في مضمار معيّن هو أمرٌ حاسمٌ في الإجابة على هذا السّؤال. يجب أن تكون جاهزاََ لتبيين القُدرات المتعلّقة بتلك الوظيفة المعيّنة على وجه التّحديد، ويُمكنُ الإستعانة بذكر بعض القدرات الّتي لستَ متأكّدا من أنّها تناسبُ هذه الوظيفة بالذّات ولكنّها من القدرات المميّزة لديك، إذ يمكن أن يمتلك الموظِّف المسؤول عن استقبال أجوبتِك نظرةََ أوسع حول ما يُمكن أن تتطلّب الوظيفة من مهارات. 

 

عندما تُخبرُ عن نفسِك، كُن صادقاََ ولكن حاسماََ، إذ لا يَنتظرُ منك المستجوِب أن تتكلّم عن مشاعرك تجاه الأمور الإنسانيّة أو نظرتك للأحداث السياسيّة على سبيل المثال بل ينتظر أن يسمع منك ما يطابق العمل من صفاتِِ وقدراتِِ على المستوى الشّخصي والعملي. 

 

إبدأ بالإِخبار عن مسؤوليّاتك في عملِك السّابق أو في حياتك اليوميّة، وبَيِّن نقاط القوّة في سرد ما يمكن أن يناسب شخصيّتك من أعمالِِ مهنيةِِ أو إنسانيةِِ، تكلّم بثقةِِ حول ما يهمّك في العمل، وما يجعلك فخوراََ في الحياة على المستوى الشّخصي والمهني. تكلّم حول ما يزعجك من ممارسات مهنيّة خاطئةِِ ولكن كُن متسامحاََ في ذِكر المساوئ وتحدّث عن طريقة تحسينها، وإيّاك أن تَذكُر أسماءَ الأشخاص أو المؤسّسَات الّتي كان لك معها تجارب سيّئة. يجب أن تُعطي الانطباع أنّك شخص ديناميكي ولديك شخصيّة صلبة في مواجهة التحدّيات الوظيفيّة والحياتيّة والإنسانيّة.

 

لماذا تريدُ العملَ مَعَنا؟

قد يبدو السّؤال سهلاََ شاملاََ في البداية، لكن يجب عليك أن تَعلَم أنّ الشّركات والمؤسّسات تهتمّ بالموظّفين الشّغوفين بمجال العمل المعيّن. يجب عليك أن تكون حاضراََ للإجابة بطريقةِِ عاطفيّة وعمليّة في آنِِ معاََ، فالوظيفة تتطلّب اهتماماََ نفسيّا بدايةََ لكي تستطيع أن تمارسها بأقل الضّغوط الممكنة، ثم يجب أن تحتلّ جزءاََ لا بأس به من اهتمامك الشّخصي ليس فقط المهني والمادي. 

 

عند الإجابة عن هذا السؤال يجب الإبتعاد عن ذكر المال أو الموقِع أو سهولةِ العمل. إنّ الإجابة النّموذجيّة يجب أن تتكوّن من الدّوافع النّفسية والعاطفيّة وراء اختيارك هذا المجال، ويجب التّركيز على النّتائج الإيجابيّة على الصعيدين النّفسي والعاطفي في حال تم قبولك لاستلام هذا المنصب. يمكن القول على سبيل المثال: " أعلم أن هذا العمل سوف يتيح لي أن أكون إنساناََ فخوراََ على المستويين العملي والشخصي، وأن ممارسة هذا العمل سوف يكون أفضل ما تمنّيته يوماََ لأنّه يلبّي طموحي ورغباتي العمليّة ويشعرني أنّي أقوم بأمرِِ أرغب بممارسته حتّى نهاية حياتي."

لماذا يجب أن نوظّفك؟

عند التّعرّض لهذا السّؤال يجب أن لا تفكّر في مقارنة نفسك بالآخرين، لأنّك لن تتعرّف عليهم ولن تكون قادراََ على تحديد مميّزاتك أو نقاط ضعفك مقارنةََ بهم. يجب أن تركّز على 3 نقاط أساسيّة في التّعاطي مع هذا السّؤال من ناحية إبراز أفضل ما يمكن أن يجذب هذا الموظِّف نحو الخصائص التي تمتلكها.

 

يجب أن تمتلك إحاطةََ شاملةََ بالخصائص المطلوبة في طلب التّوظيف وتحضّر نفسك لبلورَة هذا التّطابق بين ما يطلبه الموظِّف وبين ما تمتلكُه أنت.

 

يجب أيضا أن تُدركَ أنّ نجاحاتك السّابقة هي مقدّمة لنجاحاتك المستقبليّة، فيجب أن تذكُر ما قمتَ به من إنجازاتِِ في عملك السّابق بطريقةِِ مختصرةِِ خاليةِِ من الفَخر المُصطَنع ومليئةِِ بالعناوين العريضة المحفّزة.

 

لا تنس أن تعطي أمثلةََ حول بعض التّعليقات الإيجابيّة التي تلقّيتها في وظيفتك السّابقة حول إنجازاتك وقدراتك المميّزة.

 

ما هي نقطة ضَعفِك؟

بالرّغم من كره أغلبيّة النّاس لهذا السّؤال كونه سؤال فخ في أغلب الأحيان، إلا أنه مازال يستعمل ويعتمد في مقابلات التّوظيف كونه يبرز أحد أهم الخصائص النّقديّة لدى الموظِّفين، وهي نقد النّفس وإدراك نقاط تقصيرها.

يجب أن تعلم أن الإجابة على هذا السّؤال النقديّ يجب أن تخدم هدفين: الأول هو تبيين المقدرة على النّقد الذّاتي، والثّاني هو إثارة الإعجاب بنقطة من نقاط ضعفك التي لا تخجل أن تذكرها للآخرين في محاولة منك لتسليط الضوء عليها من أجل تفاديها في المستقبل.

 

الإجابة النّموذجية على هذا السّؤال قد تكون كالتّالي: " أُدرِكُ أنّ نقطة ضعفي الأبرز في حياتي المهنية هي إعطاء وقتِِ كثير للعمل على حساب حياتي الشّخصية، وهو أمرٌ لطالما أزعج عائلتي و دفعهم للتّذمر من كمّية الوقت الذي أقضيه بعيدا عنهم حتى أنّي أكمل عملي من المنزل ولا أستطيع أن أرتاح حتى أنهي ما هو مطلوب مني بالتّمام، والمشكلة أنّي أدرك أنّها نقطة ضعفِِ إلّا أنّي لا اظنّ أنّي قادرٌ على تخطّيها في المستقبل القريب."

 

ما المعاش المناسب الذي تتوقّعه لهذه الوظيفة؟

قد يكون هذا السّؤال فخا وقد يكون المقصود منه فعلا معرفة المردود المالي الذي تتوقّعه في حال قبولك لوظيفةِِ معينة. يجب أن تدرك أنه في كلتا الحالتين، ومع الإجابة عن أيّ سؤال، ضع نُصبَ عينيك الإجابة الأكثر إقناعاََ وتطابُقاََ مع ما تُؤمِن به. إنّ الإيمان بأنّ العمل هو وسيلة للانتاج الإجتماعي ولتحقيق الذّات بغضّ النّظر عن المردود المادي هو أمرٌ في غاية الجاذبيّة بالنّسبة للموظِّف. في حال أردت أن تبيّن أحد أرفع وأبرز مميّزاتك النفسيّة والأخلاقيّة والعمليّة، قد تجد الجواب التّالي مناسباََ جدّا في حال طُرِح عليك مثل هذا السّؤال: " إنّ الهدف الأساسيّ بالنّسبة لي عندما أقدّم على وظيفة معيّنة هو أن أكون إنساناََ فاعلاََ في مُجتَمعي وبين النّاس الذين أُحِبّهم. إن حبّي للعمل الذي أزاوله يقع بالنسبة لي في المرتبة الأُولى بالإضافة إلى شعوري بأنّي أقوم من خلال عملي بخدمة المجتمع المحلّي الّذي أعيش فيه، المردود المالي بالنّسبة لي لا يحدّد قيمة العمل بل يعني فقط النّاتج الطّبيعي لخدمةِِ أو مجهودِِ معيّن أستطيع من خلاله أن أتابع حياتي وأسدّد ما يترتّب عليّ من مصاريف تمكّنني من متابعة القيام بما أحبّه، لذلك أنا لم أفكّر يوماََ بقيمة العمل المادّيّة ولا بمردوده المالي."

 

في النّهاية، يجب أن ندرك أن إجاباتنا تحدّد شخصيّاتنا الّتي يرغب الموظِّف بالتّعرّف عليها كما هي بدون التباس أو تمويه. إن أفضل الطرق على الإطلاق لتبني مواقف معينة في هذه الحياة سواءََ على الصعيد الشّخصي أو على الصّعيد العملي هي أن نُؤمن فعلاََ بما هو أفضل لأنفسنا ولمن حولنا. إن تبنّي مواقف وآراء و تصوّرات نموذجيّة يؤدّي بالمحصّلة إلى الحُصول على انعكاساتها في الحياة. لذلك كن لنفسك أفضل ما تتمنّى حتى تكون لغيرك الأفضل والأبرز والأكمل. أما على الصّعيد العملي، فيجب أن نُؤمِن بأنّ العمل الذي نمارسه من أجل حياتنا هو الخدمة التي تصل لغيرنا ويحتاجها المجتمع. إنّ المقابلات العمليّة التي تحدّد درجة انتمائنا لمجتمع عمليّ معيّن ما هي الا مقدّمة لحياةِِ مليئةِِ بالانجازات لذلك يجب علينا أن نختار الدّعائم بعنايةِِ من أجل الوصول إلى ما يليق بنا مِن طموحاتِِ وتطلعات.

 

 

المصادر:

  1. https://www.thebalancecareers.com/top-interview-questions-and-best-answers-2061225
  2. https://www.indeed.com/career-advice/interviewing/top-interview-questions-and-answers
  3. https://www.themuse.com/advice/interview-questions-and-answers
  4. https://www.job-hunt.org/job_interviews/smart-interview-answers.shtml



بمساهمة من   
فؤاد زيدان

مترجم وكاتب