سرّ قانون الجذب: كيف تحقق حياتك التي تحلم بها

5 مشاركة
14 دقيقة

نعمل جميعًا بقوة واحدة ونخضع لنفس القانون؛ قانون الجذب: كلّ ما تفكر به تجذبه إلى حياتك. أنت جزء من هذا الكون، تشبه اهتزازاتك النّشطة إشارات الرّاديو، يجب عليك ضبط الإشارة على اهتزاز يستحقّ استقباله.

يمكنك أن تحصل على أَيّ شيء تريده بصرف النّظر عن حجمه والطّريقة التي سيتحقّق بها... هل تريد النّجاح في حياتك، تريد شراء منزل أحلامك، تريد الحصول على وظيفة معيّنة؟!

 

أنت تصنع واقعك في كلّ لحظة من كلّ يوم... أنت تصنع مستقبلك بكلّ فكرة، إمّا بقصد أو بغير قصد، لا يمكنك أن تأخذ استراحة وتقرّر عدم التّفكير لأنّ الإبداع لا يتوقف أبدًا.

 

منذ أن كتبت روندا بيرن كتابها The Secret في عام 2006، أصبح قانون الجذب أحد أكثر الموضوعات إثارة للجدل في المجتمع الحديث، فبينما يزعم الكثير من النّاس أنّ أكبر إنجازاتهم أصبحت ممكنة بفضل قانون التّجاذب "LoA"، لا يزال لبعضكم الكثير من الأسئلة على هذه الظّاهرة الغامضة.

واليوم سنحاول الإجابة على جميع أسئلتكم حوله، والأهمّ من ذلك كيف يمكنكم تطبيقه عمليًا لتحقيق أهدافكم.

 

ما هو قانون الجذب؟

ينصّ قانون الجذب على أنّك ستجذب إلى حياتك كلّ ما تركّز عليه، وكلّ ما تفكّر به وتعطيه طاقتك واهتمامك سيعود إليك... الأفكار تصبح أشياء...

الأفكار لها تردّدات وإشارات مغناطيسيّة، فحين تفكّر بها فأنت ترسل الطّاقة لها لتجذبها إليك.

 

إذا واصلت التّركيز على الأشياء الجيّدة والإيجابيّة في حياتك فستجذب تلقائيًا المزيد من الأشياء الجيّدة والإيجابيّة إلى حياتك. أما إذا كنت تركّز على النّقص والسّلبيّة فهذا ما سوف ينجذب إلى حياتك.

 

إنّ قانون الجذب مثل الجاذبيّة تمامًا؛ ارمِ فلسا واحدا من السطح، سيهبط على الأرض، حاول أن تقفز من على الأريكة، ستضرب الأرض. إنّه دائمًا ساري المفعول، دائمًا في حالة حركة، إنّه يعمل في حياتك في هذه اللّحظة بالذّات.

إنّه مبدأ كونيّ... لذا فهو ينطبق على كلّ شيء؛ الأفكار والمشاعر والأشخاص والأشياء وكلّ شيء آخر في كوننا، حيث تميل الأشياء داخل كوننا إلى الانجذاب نحو أشياء أخرى تشبهها.

 

كيف يعمل قانون الجذب؟

عندما نتحدث في قوانين الميتافيزيقا فإنّ عقل الإنسان مثل المغناطيس، أي شيء تتوقعه وتضع معه شعورك وأحاسيسك وتكرّره أكثر من مرة سيصبح اعتقادًا في العقل اللّاواعي فأنت ترسل ذبذبات للطّاقة وتعود لك من نفس نوع توقّعك وستجده يتحقّق دون أن تشعر، عندما تتوقّع النّجاح فسوف تنجح، وعندما تتوقّع الفشل ستفشل، وللأسف أكثر من 80 % من توقّعات البشر سلبيّة.

 

لا يهمّ أن تعرف كيف يعمل هذا القانون حتى تستطيع تطبيقه، فقد تكون لا تعرف آليّة عمل الكهرباء ولكنّك تستخدمها وتعرف كيف تستفيد منها، كلّما تنساب أفكارك يعمل قانون التجاذب، إنّه لا يتوقّف أبدًا؛ إذا كنت تفكر بإيجابيّة فستحصل على نتيجة إيجابيّة، والعكس صحيح.

 

قانون الجذب لا يعمل مع كلمات النفي "لا، لم، ليس"...

لا تقل (لا أريد أن أريب في الامتحان)، لأن ما يتم إرساله فقط هو (أريد أن أرسب في الامتحان)، اجعل أفكارك وأمنياتك إيجابيّة مؤكّدة؛ قُل: " أريد النجاح بالامتحان، أريد امتلاك ذاك الشيء، أريد الشفاء من المرض..." 

لأنّ  كلَّ ما تقاومه يدوم؛ فحين تقول لا أريد هذا الشيء لأنّه يجعلني أشعر بشيء سيء تماماً كما أشعر الآن، بالتّالي تَبرُز هذه العاطفة القويّة ويستمرّ الأمر ويظل يسارع نحوك. 

لماذا نصبّ كلّ تركيزنا على المشاكل بينما نستطيع أن نفكّر بالحبّ والرّضا والسّعادة، فإن كنت ضدّ الحرب فكن مؤيّدًا للسّلام، ركّز على ما تريد، لا ما لا تريد.

 

حين يبدأ الناس بإدراك هذا القانون يتملّكُهم الخوف من تلك الأفكار السّلبيّة التي تراودهم، ولكن هناك أمرين يساعدان في ذلك:

 

الأوّل: إنّ العلم أثبت أنّ الفكرة الإيجابيّة أقوى بمئات المرّات من الفكرة السّلبيّة.

الثاني: هو وجود عائق زمنيّ يمنع تحوّل الأفكار إلى حقيقة بشكل فوريّ يسمح لك بإعادة النّظر والتّفكير والتّوصل إلى قرار.

 

الحقيقة هي أنّ الأحداث التي تحدث من حولك أنت جذبتها لنفسك من خلال أفكارك، ستقول الآن كيف يمكنني السّيطرة على أفكاري فهذا مستحيل، الجواب هو مشاعرك..

نعم...هناك مشاعر سيّئة لا تمنحك الشّعور بالقوّة كالاكتئاب والقلق والخوف والغضب، وبالمقابل توجد مشاعر جيّدة تشعرك بالرّضا والسّعادة كالحبّ والمتعة.

كلّ ما تشعر وتفكر به اليوم يصنع مستقبلك، لو استيقظت وشعرت مباشرة أو فكرت بشيء سيّء سيمضي يومك على هذا الحال حتّى نهايته، فكّر بشيء تحبّه أو شيء جميل حدث معك أو أنّك بصحّة جيّدة، حتمًا سيتحسّن شعورك، وتتغيّر حياتك.

 يمكنك أن تبدأ التغيير في وعيك وفهمك للحقيقة في جذب أشياء أفضل إلى حياتك. إنه ليس سحرًا، إنه علم.

 

تجارب ودراسات علميّة تثبت تأثير المشاعر

من الصّعب تخيّل أنّ الأفكار والمشاعر يمكن أن يكون لها تأثير على العالم من حولنا. لحسن الحظ، فإن تقدّم التّكنولوجيا والعلوم يسمح لنا بتجربة تأثيرات أفكارنا بشكل مرئيّ وفوريّ. هناك الكثير من الأدلّة العلميّة التي تثبت أن أفكارنا وحدها لها تأثيرات فوريّة وملموسة على أنفسنا والبيئة من حولنا، وإليك بعضها:

 

تجربة التأمّل

تطوعّت مجموعة من 4000 شخص للتأمّل في السّلام والحبّ لتقليل حجم الجريمة في منطقة واشنطن العاصمة عالية الجريمة. عمل فريق من العلماء والباحثين على المشروع دون تحيّز واختبروا كلّ متغيّر يمكن تخيّله.

 

كانت النّتائج واضحة: خلال شهر التّأمل انخفضت الجريمة بنسبة 25٪، مما يثبت بشكل قاطع وعلميّ أنّ الأفكار الإيجابيّة لمجموعة من النّاس يمكن أن تؤثّر وتغيّر سلوك الأفراد ذوي النّوايا السّيئة.

 

الاعتقاد بأنّك أصغر سنًا يجعلك جسديًا أصغر

في عام 1979 أجريت دراسة على رجال تتراوح أعمارهم بين 70 و 80 عامًا لمعرفة الفرق بين تذكّر أيّام الشّباب الماضية، وبين إحياء الشّباب فعليًا.

تذكّرت إحدى المجموعات أيّام شبابها، بينما تظاهرت المجموعة الأخرى بأنّها شابّة، وأحاطت نفسها ببرامج تلفزيونيّة وموسيقى وأنشطة شبابها.

 

في نهاية التّجربة أظهر أولئك الذين تخيّلوا أنهم أصغر سنًا علامات تراجع الشّيخوخة؛ تم خفض ضغط الدّم، وتضاءل التهاب المفاصل، وتحسّن البصر والسّمع في هذه المجموعة الضابطة بمجرد تخيل أنفسهم أصغر سنّاً، أفكارهم كانت هي السبب.

                               

تجربة المياه

أشهر تجربة أثبتت قوّة الفكر قام بها الدكتور Masaru Emoto، الذي قام بتصوير بلّورات المياه المجمّدة بعد أن تم إسقاط أفكار الحبّ والسّلام، أو الكراهية والخوف عليها. وذلك عن طريق التّحدث بصوت عالٍ عن النّوايا، أو بمجرّد التّفكير في النّوايا.

 

رسائل الأمل والسّلام والحبّ والفرح وما شابه نتج عنها بلّورات جميلة متناظرة، بينما رسائل الخوف والكراهية والغضب والحزن وما شابه ذلك نتج عنها بلّورات مفكّكة ومكسورة.

كانت النّتائج هي نفسها دائمًا، أثبتت تجاربه أن نوايانا يمكن أن تغيّر العالم من حولنا جسديًا.

 

كيف استخدم قانون الجذب؟

استخدام قانون الجذب هو عمليّة من ثلاث خطوات: اطلب، آمن، استقبل.

 

1. اُطلب ما تريد

كلّ يوم ترسل طلبات إلى الكون في شكل أفكار: ما تفكر به، وتقرأ عنه، وتتحدث عنه، وتهتم به. لسوء الحظّ ما نوليه انتباهنا غالبًا ما يكون عشوائيًا وليس مقصودًا، لأنك ببساطة فقط تستجيب للمواقف.

يجب أن تصبح أكثر تعمقًا بشأن ما تعتقده وتشعر به.

لكي تصبح أكثر إصرارًا على الأفكار التي تقدمها، ستحتاج إلى تحديد ما تريد.

ربما ترغب في تغيير مهنتك، أو الانتقال إلى ولاية أخرى، أو الفوز بجائزة كبرى، أو الحصول على برنامج تلفزيونيّ خاص بك، أو التّعافي من مرض خطير.

كيف ستشعر بمجرد وصولك إلى هدفك؟

ماذا كنت ستفعل طوال يومك؟

مع من ستقضي الوقت؟

كلّما ركزت على ما تريده وتحدثت عنه بدلاً من ما لا تريده، كلّما زادت سرعة إظهار أحلامك وأهدافك.

 

2. آمن بما تريد

عليك أن تؤمن أنّك ستحصل على ما تريد، بغضّ النّظر عن كيفيّة تحقيق ذلك. لا حاجة لأن تكون على علم بكيفيّة حصول ما تتمنى، تأتيك الأفكار تلقائيًا وتتحقّق أمنياتك.

قد لا يتحقق ما تريد، هذا يولد لديك شعورًا بالشك وبالتّالي يصبح لديك شعور بخيبة الأمل...

اعتزل هذا الشعور، بدِّلْه بالإيمان بأنّ ما طلبته في طريقه إليك.

 

3. استقبل ما تريد

اشعر بالسّعادة كما ستشعر عندما تتحقّق أمنياتك.. لا بد أن يكون لديك إحساس وكأنّ ما تريد قد تحقّق بالفعل، بمجرّد أن تحول الأمنية إلى حقيقة ستستطيع بعدها أن تبني أمنيات أكبر وأعظم...  وهكذا يتحقق قانون التجاذب.

 

يمكنك التّدرّب على الشّعور بالمشاعر التي ستشعر بها إذا كان لديك بالفعل ما تريده من خلال الأفكار التي تعتقدها.

في الحقيقة، أفكارك تخلق المشاعر طوال الوقت، لذلك من المهم أن تلتقط نفسك عندما تتحوّل مشاعرك إلى مشاعر سلبيّة وتحوّلها إلى مشاعر إيجابيّة.

 

عمليات فاعلة تساعدك على تطبيق قانون الجذب

كل ماعليك فعله لتبدأ بتغيير حياتك هو الأمور التّالية:

 

1.التّوقّع

قد تمتلك الدّوافع والطّاقة الممتازة لتحقيق تلك الدّوافع، وتكون لديك مهارات وبدأت تضعها في الفعل لكنك تتوقّع الفشل والأشياء السلبيّة، لذلك لن تحقّق شيئًا لأنك شخص سلبي... كُن إيجابيًّا.

أصناف التوقع:

 

ما تتوقّعه من نفسك

هل تتوقّع أنّك ستنجح، وأنّك إنسان سعيد، وأنّه مهما حدث ستكون ناجحًا وسعيدًا.. هذا التّوقّع في منتهى القوّة وهو من أهم أصناف التّوقّع.

 

ما تتوقّعه من الآخرين

لا تتوقّع الكثير من الأخرين، ولكن اجعل توقّعاتك منهم إيجابيّة، وتذكّر أنّه وراء كل سلوكٍ توجَدُ نيّة إيجابيّة.

لو توقّعت شيئًا ما، ثمّ حدث العكس ستجد نفسك متعبًا ومحبطًا، لو توقّعت أن يأتي صديق معيّن ولم يأتِ ستشعر بالإحباط, ذلك لأنّك لم تتوقّع الأسباب والنيّة الإيجابيّة لعدم قدومه ولم تلتمس له الأعذار، توقّع أشياء متعدّدة، وضع الاحتمالات، وكن مرنًا.

 

ما يتوقّعه الأخرون منك

عندما تقول لابنك "أنا أتوقّع أنّك ستكون رائعًا ومميزًا"، ذاك وحده يكفي ليشعر طفلك أنّه يريد أن ينجح ويصل لهدفه ليحقّق لك ما تطلبه أنت منه لأنّك توقّعت منه النّجاح.

أيّ شخص له قيمة بالنّسبة لك في حياتك سيكون لتوقّعه منك تأثير كبير عليك، عندما يقول المدّرس لطلّابه: أنتم أذكياء وستنجحون، عندها حتمًا سيتحسّن مستوى الطّلّاب ولا بدّ لهم من النّجاح، والعكس يعطي نتائج عكسيّة.

 

التوقّعات التي تضعها في أهدافك

انتبه من آراء الناس فيك... إنّ رأيهم لا يمثلك، اِستمع لرأيهم وفكّر به وحلّله ثم خُذْ الإيجابيّ منه واعمل به. 

 

إنّ التّوقّع يسبب الانجذاب، عنما تتوقّع أيّ شيء وتفكّر به فأنت ترسل إليه الطّاقة، بعد ذلك تعود إليك الطّاقة من نفس نوع تفكيرك به فينجذب إليك. 

 

٢.الامتنان

اكتب قائمة بأمور أنت ممتنٌّ لها، لأنّ هذا يحوّل طاقتك ومسار تفكيرك، ربما كنت تركّز قبل هذا على ما مشاكلك والأشياء التي لا تمتلكها، ولكنّك حين تفعل ذلك تغيّر مسار حياتك وتصبح شاكرًا وومتنًا للنّعم التي تمنحك شعورًا جيّدًا.

 

في كلّ صباح استيقظ وردد كلمات الشّكر وتذكّر النّعم والأشياء الجميلة التي تحيط بك، لا تردّدها آليًا ولكن اجعلها صادقة ونابعة من قلبك. 

بمجرد أن يتغير شعورك حول ما تملكه الآن، ستجذب الكثير من الأشياء التي ستكون ممتنًا لوجودها لديك.

 

لا تقل لا أملك سيارة، لا أسكن في المنزل الذي أحبّ.... 

انتبه، توقف عن ذلك... وركّز على ما تملكه وما أنت ممتنّ له، أنت تبصر وتسمع وتمشي... حتّى ربما تتذكّر ملابس جميلة لديك تشعرك بالسّعادة.

 

٣.التخيّل:

إنْ تخيّلت الأمر ستحقّقه حتماً، حين تتخيّل وتكرّر ذلك التخيّل دائماً وتنعم بالنّتيجة النّهائيّة.

انظر بتركيز على ظهر يديك إلى كلّ تفاصيلها، ثم أغمض عينيك وتخيّل أصابعك تّلْتفّ على مِقود سيّارتك الجديدة، وأنّك تمتلكها وتقودها.

 

لا يكفي التّفكير فقط بما تريد، وإنما عليك أن تشعر أنّك تمتلكه حقًا وأنّ السّعادة تغمرك لامتلاكه، وفي هذه النّقطة تحديدًا يبدأ عمل قانون الجذب. لا تفكّر بكيفيّة حدوث ذلك، وإنما ركّز فقط على أنّه يحدث حقًا، وأنّك تفرح بحدوثه.

 

قانون الجذب هو مبدأ كونيّ يعمل في حياتك بالفعل، فابدأ في الّتفكير فيما تريد أن تجذبه إلى حياتك مثل المال والحب والعلاقات والصحة والروحانية لجعل قانون الجذب يعمل من أجلك.

 

جذب المال

الوفرة الماليّة هي السبب الأول الذي يجعل النّاس مهتمّين بقانون الجذب.

قل كم تريد أن تحصل عليه، لا تقل أريد التّخلص من الدّيون لأنّك حينها تصبّ تركيزك على الدّيون، مؤكّدٌ أنّ الدّين أمر لا مفرّ منه، لكن ركّز على العيش في الرخاء الاقتصاديّ.

 

الخبر السّار هو أنّه من السّهل الحصول على الأموال بواسطة قانون الجذب، ستبدأ في رؤية التّغييرات بسرعة حقًا، يتحدّث العديد من الأشخاص عن الشّيكات غير المتوقّعة، وفرص العمل التي تبدو عشوائيّة وحتّى العثور على المال حرفيًا كأحد النّتائج الأولى عند العمل مع قانون الجذب.

 

ولكنّ كثيرًا من الأغنياء ومن يريدون كل الأشياء الخارجية فقط، يبدون عاجزين عن تحقيق ما يردون حقًا وهو السّعادة، لذلك ركّز على البهجة الدّاخليّة فتأتي جميع الأمور الأخرى.

 

جذب الحب والعلاقات

عندما تفكر في شخص بطريقة ما، فأنت ترسل إليه طاقة معينة، هذه الطّاقة ستصل إلى ذلك الشّخص وسيفكّر بك بنفس الطّريقة، ولكن كيف تتوقّع أن يحبّك أحد إن كنت أنت لا تحبّ نفسك، لا تلُمْ شريكك على عدم إظهار التّقدير لك، أوّلًا أنت قدّر نفسك واحترم نفسك كما تحبّ أن يحترمك الآخرون.

 

إذا شعرت بأن علاقتك مع شريكك على وشك الانهيار، خذ نفسًا عميقًا، ثمّ خذ ورقة واكتب عليها لمدة ثلاثين يوماً جميع الأشياء التي تقدّرها في شريكك والأسباب التي تحملك على حبّه؛ تذكر دعمه وخفة ظلّه، ستكتشف أن تفكيرك بحسناته سيمنحك المزيد منها وتختفي المشاكل.

 

أنت من يصنع سعادتك الخاصّة، لا تعطي الحق للآخرين بصنع سعادتك لأنهم غالباً سيفشلون.

 

لحسن الحظ، يعد قانون الجذب أداة رائعة للعثور على الحب، لأنه يعني العمل على نفسك ورغباتك، فهو بطبيعته يجعلك شخصًا أكثر جاذبية، ولديك رؤية واضحة لما تريده وتحتاجه في حياتك.

 

جذب الصّحّة

لا يفكّر معظم الأشخاص في استخدام قانون الجذب لتحقيق صحّة أفضل في حياتهم، ولكن في الواقع هو أداة رائعة لهذا الغرض. نظرًا لأن قانون الجذب يعمل مع الأفكار التي تؤثر على واقعنا الماديّ، فقد تجذب صحّة سيّئة إلى حياتك دون أن تدرك ذلك.

كلمة مرض تعني جسدًا غير مرتاح، الأمراض كلها ناشئة عن سبب واحد؛ التّوتّر.

 

نحن نولد عادة وفي أجسادنا برنامج علاج ذاتيّ، جهاز المناعة مجهّز ليدافع عن جسمك، إن كنت مصابًا بمرض ما لا تركّز تفكيرك عليه ولا تتحدّث للنّاس عنه، فكّر بأنّك تعيش بجسم معافى تمامًا من المرض، واترك العناية بشأن المرض للطّبيب، الأفكار السّعيدة تولّد جسمًا أكثر سعادة وصحّة، أمّا السّلبيّة فتضعف الجسم وعمل الدماغ.

 

الكثير من الحالات تمّ شفاؤها، مثل أمراض الكلى السّرطان وعودة البصر... أنت تستطيع أن تساعد جسمك على الشّفاء.

 

هناك أشياء لا حصر لها يمكنك جذبها في حياتك؛ حتّى الأشياء العمليّة مثل موقف السّيارات لتضمن لك مكانًا رائعًا لتركن سيّارتك.

يمكنك استخدام المبادئ الكامنة وراء قانون الجذب بأي طريقة.

 

قصص تؤكّد نجاح قانون الجذب:

هناك الآلاف من قصص الناس الذين استخدموه لتحقيق النجاح، والأشياء التي لم يخطر ببالهم أنها ممكنة.

أوبرا وينفري في مهرجان سانتا باربرا السّينمائي الدّولي التّاسع والعشرين في مونتيسيتو، في مقابلة مع لاري كينج، وصفت النّجاح الذي حقّقه قانون الجذب في حياتها، وهي ليست الشّخص الوحيد المشهور الذي استخدم القانون أيضًا، لقد مارس ويل سميث، وجيم كاري، وأرنولد شوارزنيجر وكثير آخرين، العمل مع قانون الجذب وحقّقوا نجاحًا كبيرًا بسببه.

 

يقول جاك كانفيلد: كان معلّمي رجلاً اسمه دبليو كليمنت ستون، وكانت ثروته تبلغ 600 مليون دولار عندما عملت معه.

لقد درّبني حول قانون الجذب عندما كنت مدرّسًا في شيكاغو أحقق 8000 دولار سنويًا. قال لي: "أريدك أن تحدّد هدفًا كبيرًا لدرجة أنّك إذا حقّقته، ستعرف أنّه بسبب السّرّ الذي أُعلّمك إيّاه."

 

قرّرت أنّ هذا الهدف هو جني 100 ألف دولار في ذلك العام، لقد صنعت صورة لفاتورة 100000 دولار وعلّقتها في السّقف فوق سريري، كنت أرى الصورة كل صباح، وكنت أتخيّل كيف سيكون الحصول على 100000 دولار. 

في نهاية العام، كنت قد ربحت 97000 دولار من خلال أفكار أتتني بما يخصّ عملي لم تخطر ببالي من قبل، لم يكن هذا ممكنًا أبدًا بدون قانون الجذب وتقنيات التخيّل هذه.

لقد حقّقت ما يفوق هذا الهدف منذ ذلك الحين باستخدام قانون الجذب في حياتي.

 

يقول جون أساراف: قررت اختبار قانون الجذب، فرُحت أعلّق صورًا لما أريد على لوحتي الخاصّة في مكتبي، وبينما أكون جالسًا هناك أنظر لتلك الصّور وأبدأ بالتّخيّل أدخل في حالة نفسيّة وكأنّني أمتلكها الآن.

 

انتقلت إلى ثلاث منازل خلال خمس سنوات، واشتريت منزلي هذا، وبينما كان ولدي جالسًا على أحد الصّناديق سألني ماذا يوجد داخلها؟ فأخبرته بأنّها لوائح الأهداف الخاصّة بي، وفتحت الصندوق لأريه إيّاها، فوجدت صورة المنزل الذي كنت أحلم به قبل ثلاث سنوات وصُدمت حين وجدت أنّه المنزل الذي أسكن به الآن، وبدأت بالبكاء...

 

تقول كاثي غودمان: تمّ تشخيص إصابتي بسرطان الثّدي، فبدأت أؤمن أنّي شُفيت؛ طوال النّهار كنت أقول الحمد لله على شفائي وشعرت أنّ السرطان لا وجود له، كنت أشهاد الأفلام المضحكة، ولم أسمح للتوتّر أن يدخخل إلى حياتي، وبعد ثلاثة أشهر تقريبًا شُفيت تمامًا بدون أدوية أو علاج كيمائي.

 

يقول موريس غودمان: سقطتُ بطائرة ووصلت إلى المستشفى مشلولًا بالكامل وكان عمودي الفقري مُحطّمًا، وتعطّل جهاز البلع لديّ وتمزّق حجابي الحاجز، ولم أستطع سوى أن أرمش، وقال الأطّباء إنّي سأبقى في حالة موت دماغيّ مدى الحياة، لم يهمّني ما فكّروا به، ما يهمّني ما أفكّر به أنا...

 

 بدأت أتخيّل نفسي إنسانًا عاديًا أمشي وأتحرّك، الوسيلة الوحيدة المتوفّرة لديّ كانت عقلي، بدأت أحاول التّنفّس وعقدّت العزم على الخروج من المستشفى في عيد الميلاد، ولم أسمح لأحد أن يصرف انتباهي عن هدفي وما أريد، وبعد ثمانية أشهر خرجت من المستشفى ماشيًا حتّى عجز الأطّباء عن تفسير ذلك.

 

أمّا قصتي الشّخصيّة مع هذا القانون، أنّي كنت أعاني من مرض يصيب بالشلل التّام وكنت قد شُفيت منه تمامًا بقدرة الله من قبل ولكنّه أصبح يشكل لي رعبًا حقيقيّا..

 

وعندما بدأ يعود لي مرة ثانية, أُصبت بالإحباط والضّعف، عندها نصحني أحد العلماء بأن أشاهد فيلم السّرّ بغضّ النّظر عن بعض الأشياء التي لا تناسب، فشاهدته كاملًا ولم أشعر بمرور الوقت وأنا أتابعه باهتمام، وقرّرت تطبيق ما رأيت.

أصبحت إيجابيّة أكثر، ولم أعد أغضب من أقلّ الأشياء كما كنت في السّابق، وقرّرت أن أجعل لي وقتًا مخصّصًا كل يوم للاسترخاء، واليوم والحمد لله أنا بأحسن حال ولم أعد بحاجة المساعدة من أحد، حتّى أنّي بدأت بقيادة السّيّارة دون أن يرافقني أحد.

 

اقتباسات حول قانون الجذب

عبر التاريخ، أشار أعظم العقول والمعلّمين والقادة الروحيين إلى هذه الحقيقة البسيطة. هؤلاء الناس يعرفون تأثير القوّة التي تتمتّع بها أفكارنا على حياتنا، وهذه اقتباسات لبعضهم حول قانون الجذب:

 

أنت تصنع كل ما يحدث لك

جاك كانفيلد

مستقبلك يصنعه ما تفعله اليوم، وليس غدًا.

 روبرت كيوساكي

الكون يتغير، حياتنا هي ما تصنعه أفكارنا

 ماركوس أوريليوس أنتونينوس

إذا فعلت ما كنت تفعله دائمًا، فستحصل على ما تحصل عليه دائمًا.

 أنتوني روبينز

إنّ ترك الحياة تُحدِث لك الأشياء عشوائيًا أمر غير مسؤول، إن إنشاء يومك هو حقك الإلهي

الرمثا

أنت ما تفكّر فيه طوال اليوم.

د. روبرت شولر

أَعترفُ أنّ الأفكار تؤثّر على الجسد

 البرت اينشتاين

لقد ثبت علميًا الآن أنّ الفكر الإيجابيّ أقوى بمئات المرات من الفكر السلبيّ

مايكل برنارد بيكويث

ما يمكن أن يتصوّره ويؤمن به عقل الإنسان يمكن أن يحقّقه عقل الإنسان

نابليون هيل

 

قانون الجذب من منظور إسلاميّ

قانون الجذب هو فكرة قديمة قِدَم الحضارات البشريّة عبر تاريخها، وبالطبع لم يسلم قانون الجذب من خرافات لا صحّة لها ولا مرجعيّة في فكرة الوعي الذّاتيّ بشكل عام، بحيث ظهرت أمور أخرى تتناقض مع مغزى قوة الجذب.

 

قانون الجذب يتطابق مع قوله تعالى: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ» صدق الله العظيم.

والحديث القدسيّ: «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي».

 

وقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): «إن حُسن الظن بالله تعالى من حُسن العبادة».

وقولهم: «تفاءلوا بالخير تجدوه»

 

وهنالك بلا شكّ الكثير من البراهين العلميّة التي تؤكّد وتثبت جدوى التّفكير الإيجابيّ بشكل عام على الصّحّة البدنيّة والعقليّة والارتقاء الرّوحانيّ.

 

وعلى الرغم من كون قانون الجذب كمفهوم لا يزال مبهمًا وغامضًا ولا يتسنّى تفسيره بشكل علميّ مطلق وقائم على المعاينة المخبريّة العلميّة، فإنّ التّجارب الكثيرة تؤكّد فاعليّة وحقيقة قدرة ذهن الإنسان على الجذب.. سلبًا كان أم إيجابًا.

قانون الجذب ليس كفرًا إذًا ولا إلحادًا، وإنّما علم لم يدركه إلا قلّة من البشر، الذين توكّلوا على الله في كلّ أمورهم، وتوقّعوا دائمًا الخير من الله، وأيقنوا بالإجابة بعد الدّعاء، وعلموا أنّ كلّ شيء بيد الله وأن الله لا يعجز عن تسخير الكون كلّه لخدمة الإنسان المؤمن الذي جعله خليفة له في الأرض.

 

ومن المناسب أن نذكر قصّة عزيز صديق من ماليزيا مع قانون الجذب، فقال:

ربّما يكون هناك البعض لا يزال مترددًا في البدء في تجربة قانون الجذب. على الرغم من أنّ البعض منكم يكاد يتقن الأمر نظريًا، ولكن لبدء ممارسته، فأنت تعلم أنّه ليس من السّهل القيام بشيء يبدو أنّه يتطلّب بعض التّغيير والتّبديل في الإيمان والعقيدة. عندما كنت في تلك المرحلة من الحياة، كنت غير متأكّد من الكثير من الأشياء. كيف علينا أن نقبل أن لدينا القوّة على تغيير حياتنا؟

 

اسمحوا لي أن أشاطركم شيئًا ربّما يمنحكم فهمًا أفضل لقانون الجذب.

لقد كنت أدرس قوانين التّجاذب لسنوات قبل أن أكون مقتنعًا حقًا أنّها تتماشى مع تعاليم الإسلام، ثم بدأت ممارستها مع صديق شهد الكثير من الأشياء السّحريّة التي حدثت لي وكذلك له.

 

لقد كان كلانا يعمل بجدّ لتحقيق أحلامنا من قبل، لكنّنا أدركنا للتّوّ أنّه يجب علينا وضع إيماننا في يد الله أوّلاً، في أيّ شيء نفعله.

قانون الجذب يتعلّق بمعرفة أفضل إمكاناتك وكيفية الاستفادة الكاملة من قدراتك المدمجة، ثم تحويل أحلامك إلى حقيقة.

ما زلت أتذكر اللّحظة التي سئمنا فيها من المحاولة، قرّرت أنا وشريكي "خير المازلي مزلان" قضاء بعض الوقت في دراسة قانون الجذب. لقد أوقفنا عملياتنا التّجارية مؤقّتًا، ولم نأخذ وظائف لأشهر فقط للتّركيز على التّمارين الرّوحية مثل صلاة الفرائض، والتهجد وما إلى ذلك من النّوافل، أحيانًا فعلنا ذلك في المكتب وحافظنا على قلوبنا نظيفة من الأفكار والأحكام السّيّئة ووضعنا كل الندم جانبًا ولم نقلق بشأن ما قد يأتي في المستقبل.

 

إنّه شيء يمكنني ربطه بالصّلاة، لماذا نفعل ذلك خمس مرّات في اليوم، وما هو تعريف الخشوع لإبقاء عقولنا حاضرة أو واعية. هذا هو الشّيء الأساسيّ الذي يجب أن تبدأ به في ممارسة  الجذب ولكن من الصّعب جدًا القيام به، عندما درّبنا أنفسنا على التّخلّي عن كلّ شيء لله، وإعادة هيكلة أنظمة معتقداتنا، بدأت الأشياء المُعجزة في الحدوث. إنّها مثل مطاردة فراشة، تأتي إليك عندما تتوقف عن مطاردتها. عندما نكون حقًا في حالة التّوكّل على الله، نبدأ في تلقّي الأشياء؛ الأشياء التي كنا نريدها من قبل ولكنّنا لم نقلها بصوت عالٍ. هذا عندما فهمنا عن التّأكيدات، وما هو الغرض من الصلاة.

بدأت الفرص في الوصول إلى أعتاب بيوتنا، وبدأ العالم يتكيف ليناسب كل ما نقوم به، أي شيء نضع طاقتنا وعاطفتنا عليه، هذا يفسر لماذا يجب أن نصلّي أو ندعو في حالة الخشوع.

 

آمل أن يكون هذا بمثابة إعطاء نفسك فرصة لإدراك المفهوم الحقيقي لحبّ وتقدير الذّات وسوف ينمو كل شيء آخر من هناك.

إنني أحب الحياة التي أعيشها الآن، وأعتقد أن الأشياء السّحرية يمكن أن تحدث لك أيضًا.

 

المصادر:

  1. https://www.jackcanfield.com/blog/using-the-law-of-attraction/
  2. https://ohmg.medium.com/the-law-of-attraction-an-islamic-perspective-ac0ae441060a
  3. https://alqabas.com/article/5819149-%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B0%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%82%D8%A9
  4. https://blog.mindvalley.com/law-of-attraction/
  5. https://youtu.be/Z34Y3QZmvb4