الفرق بين الرّجل والمرأة في التّكوين الجسديّ والعاطفيّ

1 مشاركة
6 دقائق

الكون كلّه قائم على التّعايش والتّكامل، لذلك من المهمّ جدًا أن نعرف الاختلافات الأساسيّة بين الرّجال والنّساء، وأن نتقبّل حقيقة أنّ هذه الاختلافات موجودة، وأنّها حقيقية، ولن تختفي، بهذه الطّريقة نستطيع استخدام تلك الاختلافات كوسيلة لإثراء علاقاتنا بدلاً من أن نخسرها.

 

دعونا الآن نثبت هذه الحقيقة بواسطة مجموعة أدلّة متنوّعة من مجالات الحياة:

 

Unsplash 

الدّماغ

يوجد العديد من الاختلافات في بُنية الدّماغ بين الرّجل والمرأة، ويُقصد بذلك اختلافات في الأجزاء المكوّنة للدّماغ، وكيفيّة ارتباطها معاً، وكتلتها، وحجمها. فنرى الرجلَ أحاديَّ المسار، لا إمكانيّة لديه للقيام بأكثر من عمل واحد في الوقت نفسه. هناك انفصال لديه بين منطقة العاطفة ومنطقة المنطق، أمّا المرأة فيمكّنها دماغُها من الربط بين العاطفة والحبّ والمنطق، وهي متعدّدة المسارات، فتقوم بعدّة أعمال في آنٍ واحد، وببراعة، مستخدمةً العديد من حواسها لإنجاز ذلك. 

 

هناك اختلافات في طريقة هيكلة أدمغة الذكور والإناث وكيفيّة معالجة المعلومات، والتّفاعل مع الإشارات الكيميائيّة، على سبيل المثال لدى الرّجال زيادة في المادة الرّماديّة التي تحتوي على معلومات أكثر، لكنّ لدى النّساء زيادة في المادة البيضاء التي تربط أجزاء مختلفة من الدّماغ، كما أن لدى النّساء مراكز ذاكرة أكبر من الرّجال.

 

تكون الرّوابط داخل دماغ المرأة أقوى، لذلك تمتاز المرأة بتفكيرٍ بديهيٍّ أفضل وقدرة أكبر على تحليل الاستنتاجات واستخلاصها، وفي المقابل يتميّز الرّجال بمهارات حركيّة أقوى، كما يوجد اختلاف في جزء المخيخ بين دماغ الرّجل والمرأة ممّا يؤثر على اختلاف سلوك وتفكير كلٍّ منهما.

 

مركز الذّاكرة البشريّة لدى النّساء أكبر ممّا هو عند الرّجال، كما أنّ قدرة النّساء على إدخال وإدراك المعلومات الحسّيّة والعاطفيّة والاحتفاظ بها أكبر من الرّجال.

 

الفروقات الجسديّة

  1. الرّجال عادة ما يكون جلدهم أكثر سمكًا بحوالي 25 في المائة.
  2. عادةً ما يكون لدى الرّجال عظام وأوتار وأربطة أقوى من النّساء.
  3. يمتلك الرّجال عادةً كتلة عضلية أكبر من النّساء، وهذه العضلات أسرع وأكثر قوّة، لكنّ عضلات المرأة تقاوم التّعب بسهولة وتكون أسرع في التّعافي.
  4. معدلّ حرق الرّجال للسّعرات الحراريّة اليوميّة أعلى من النّساء لعدة أسباب، منها: كتلة عضليّة أعلى، الطّول، ومعدّل الأيض الأساسيّ، تحرق العضلات أكثر من ضعف السّعرات الحراريّة التي تحرقها الدّهون.
  5. أثناء التّمرين يكون الوقود الأساسيّ للمرأة هو الدّهون، وبالنّسبة للرّجال هي الكربوهيدرات.
  6. عادة ما يكون لدى الرّجال عدد أكبر من خلايا الدّم الحمراء، وعادة ما يكون ضغط الدّم لدى النّساء أقلّ من الرّجال.
  7. يصل كلا الجنسين إلى ذروة الكتلة العظميّة في سنّ الثّلاثين تقريبًا، وعند سنّ الأربعين يبدأ الرّجال والنّساء في فقدان العظام، يسرّع انقطاع الطّمث فقدان العظام لدى النّساء
  8. عادة ما تحمل النّساء دهون أجسامهن في الوركين والفخذين، بينما تترسّب الدّهون حول المعدة عند الرّجال.
  9. كمية الدّهون الأعلى في الجسم تكون لدى النّساء بحوالي 10 في المائة، وهي تدعم في الغالب فسيولوجيًا الإنجاب.
  10. يمتلك الرّجال حنجرة أكبر من النّساء مما يسبّب في جعل صوتهم أغلظ من صوت النّساء.
  11. تتزايد ضربات القلب للنّساء عن الرّجال، فقلوب النّساء تنبض ما يُقارب 80 نبضةً مقابل 72 نبضةً للرّجال في الدّقيقة الواحدة، ممّا يجعل ضغط الدّم للنساء أقلّ بعشر نقاط لذا فهنّ معرّضات بصورة أقلّ بكثير لارتفاع ضغط الدّم.
  12. للنّساء زائدة دوديّة، وكليتان، وكبد، ومعدة أكبر من الرّجال، ولديهنّ رئتان أصغر.

الحواسّ

الرّجال أقلّ حساسيّة لدرجات الحرارة الباردة، بينما للنّساء قدرة أكبر من الرّجال على تحمّل درجات الحرارة المرتفعة لأنّ عملية الأيض لديهنّ تتباطأ بشكل أقلّ.

 

بينما تتمتّع النّساء بحاسّة شمّ وتذوّق أفضل، ولديهن 50 خليّة عصبيّة إضافيّة في الجزء من الدّماغ المسؤول عن معالجة الرّوائح، وعادة ما يكون لدى النّساء أيضًا براعم تذوّق أكثر من الرّجال.

 

وبالنّسبة لحاسّة البصر، فمن المرجّح أن يصاب الرّجال بعمى الألوان، لكنّ المرأة قادرة على تمييز تفاصيل الألوان بشكل أفضل.

 

الهرمونات

تؤدّي أكثر الهورمونات دوراً هامّاً في قدرات كِلا الجنسين وميولهما، كما أنّ الأنوثة والذّكورة هما نتيجةٌ للتّوازن الهورموني، ويمكن أن يختلفا في الدّرجة إذا اختلّ هذا التّوازن.

 

يختلف تركيب الهرمونات الأنثويّة عن الذكريّة؛ فالأنثويّة أكثر تنوّعاً وتعقيداً، إضافةً إلى اختلاف عمل الغدد، فالغدّة الدّرقيّة مثلاً لدى المرأة تتميّز بنشاطها وكبر حجمها لتُناسب وظائف المرأة الفيسولوجيّة فهي تتضخّم أثناء الحيض والحمل.

 

التستوستيرون هورمون الذّكورة والرّجولة والرّغبة الجنسيّة، إلّا أنّه موجود أيضاً لدى المرأة بنِسبٍ أضعف من الرّجل، هو مسؤول عن الميل إلى الرّياسة والزّعامة والعنف؛ كالانخراط في الحروب واستعمال الأسلحة، بفِعل هذا الهورمون لا يهتمّ الرَجل بالتفاصيل، ولا قدرةَ لديه على الإصغاء والكلام الوفير، وهذا الهرمون نفسه يؤثّر على لياقة الرّجل وصحّته.

 

إستروجين وبروجستيرون هذان الهرمونان يميّزان المرأة بالتّعاطف والحنان، ويمنحانها قدرةً على الاهتمام بالتفاصيل، وعلى الكلام والإصغاء، كما يدفعانها إلى الاهتمام بجمالها. إنّ طبيعة المرأة المتعاطفة، لا تدفَعها إلى المنافسة للوصول إلى مركز معيّن، ولكنّها تبرَع في التعليم والتمريض، حيث تؤمّن الدعمَ المعنوي والعطف.

 

كلّ عام بعد سنّ الثّلاثين تنخفض مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرّجال بنحو واحد بالمائة، بينما ينخفض هرمون الأستروجين عند النّساء بعد انقطاع الطّمث.

 

الحاجة للفيتامينات

  • من سنّ 14 إلى 51 عامًا تقريبًا تحتاج النّساء عادةً إلى حديد أكثر من الرّجال، بسبب فقدان الدّم أثناء الحيض.
  • لدى الرّجال والنّساء نفس متطلّبات فيتامين (د)، لكنّ النّساء الأكبر سنًا بحاجة إلى زيادة تناولهن لفيتامين (د) لأنّه يعزّز امتصاص الكالسيوم بشكل أفضل.
  • حمض الفوليك هو فيتامين أساسيّ يحتاجه كل من الرّجال والنّساء، لكنّه مهمّ بشكل خاصّ للنّساء في سنّ الإنجاب عندما تصبح المرأة حاملاً لدعم النّمو العصبيّ للطّفل.
  • بسبب الفرق بين حجم الرّجال والنّساء وكتلة العضلات، واحتياجات السّعرات الحراريّة، فإنّ الرّجال يحتاجون عادةً إلى وجبات غذائيّة غنيّة بالبروتين.
  • النّساء الحوامل وبعد انقطاع الطّمث يحتجن إلى المزيد من الزّنك، فكلا الجنسين يخزّن الزّنك في العظام، لكنّ الرّجال يخزنون أيضًا المعادن الأساسيّة في البروستاتا.
  • بما أن انقطاع الطّمث يسرّع فقدان العظام لدى النّساء، لذلك تحتاج النّساء من سنّ 51-70 إلى الكالسيوم أكثر من الرّجال في نفس العمر.

 

Unsplash 

التّعامل مع الأبناء

الصبيان

  • عادة ما يتمّ التّحدث مع الأولاد بصوت مرتفع، وغالبًا ما يقال لأحدهم "أنت رجل كبير".
  • يستخدم الآباء "مصطلحات القيادة" مع الأولاد أكثر من البنات.
  • يقوم الأولاد بسلوكيات عدوانيّة في المدرسة والمنزل أكثر من الفتيات.
  • يتحدث الأولاد عن الأشياء والأنشطة؛ ماذا يفعلون ومن الأفضل في النّشاط.
  • يتحدث الأولاد المراهقون عن الرّياضة والميكانيكا ووظيفة الأشياء.
  • في مرحلة البلوغ ينتقل يتحدّثون عن الرّياضة والعمل والمال والسّيارات والأخبار والسّياسة وآليّات الأشياء.

 

الفتيات

  • المداعبة تكون للفتيات أكثر من الأولاد، وتُخاطب بأنّها دمية صغيرة حلوة وجميلة.
  • تظهر الأمّهات مجموعة واسعة من الاستجابة العاطفية للفتيات أكثر من الأولاد.
  • تميل الفتيات إلى الحديث عن الآخرين، وعن المدرسة والرغبات والاحتياجات، كما تحبّ الأسرار لتوثيق الصّداقات.
  • تتحدّث الفتيات المراهقات عن الملابس والوزن.
  • في مرحلة البلوغ تتحدّث عن العلاقات والأشخاص والنّظام الغذائيّ والملابس والمظهر الجسديّ.

 

اختلافات أخرى

  • يزيد تقدير الرّجل لذاته من خلال قدرته على تحقيق النّتائج، والنّجاح والإنجاز، وتحقيق الأهداف وإثبات كفاءته فيصل إلى الشّعور بالرّضا عن نفسه، فأعمق مخاوف الرّجل ان لا يكون جيدًا غير كفء بما فيه الكفاية، على الرغم من أنه قد لا يعبر عن ذلك أبدًا، أمّا المرأة التي تقدرّ الحبّ والتّواصل والجمال والعلاقات، فيزيد تقديرها لذاتها من خلال مشاعرها ونوعية علاقاتها.
  • يكره الرّجال طلب المساعدة لأنّها تظهر أنّهم فاشلون. أمّا بالنّسبة للنّساء فإنّ تقديم المساعدة ليس علامة ضعف بل علامة على القوّة، وعلامة على الاهتمام بتقديم الدّعم.
  • الرّجال أكثر منطقيّة وتحليليّة وعقلانيّة، والنّساء أكثر بديهيّة وشموليّة وأكثر إبداعًا وتكاملًا.
  • يتجنّب الرّجال الأعمال المنزليّة، ويشعرون بالإحباط من خلال القيام بذلك، إلّا أنّ نظافة المنزل بالنّسبة للنّساء تعتبر  مظهرًا من مظاهر العشّ الدافئ المنزليّ.
  • الرّجال يشعرون بحاجة كبيرة للخصوصيّة والاستقلال، أمّا النّساء فلديهنّ حاجة دائمة للتواصل والحميميّة، والمشاركة.
  • الطّريقة المثلى للرّاحة آخر النّهار بالنّسبة للرّجل هي الجلوس أمام التّلفاز ومتابعة الأخبار أو المباراة الرياضيّة، أمّا المرأة فلا تحتاج إلّا للكلام عن أحداث النهار، والغوصِ في التفاصيل، وهو لا يَستمع لها، ويَشعر بالضجيج والانزعاج، وهي تتّهمه بالإهمال وعدم الحبّ… وينتهي اليوم بالخصام!
  • تحتاج النّساء إلى الحصول على الرّعاية والتّفهم والاحترام والتّفاني، والسؤال عن أحوالها وصحّتها! والرجال يحتاجون إلى الثّقة والقبول والتّقدير والإعجاب والاستحسان والتّشجيع.

 

 

إنّ جميع هذه الاختلافات المذكورة تنطبق على معظم الرجال أو النساء، وليس على الجميع، ولا شكّ أنّ  لها أسبابًا خاصّة بطبيعة كلّ من الجنسين، لكنّها لا تدلّ على أنّ أحد الجنسين أفضل من الآخر، بل إنّها ساعدت على بقاء كِلا الجنسين معًا وتعايشهما بشكل أفضل… ولكي تتعايش يجب أن تتقبّل وتحترم هذه الاختلافات.

 

 

المصادر:

  1. https://relationship-institute.com/differences-between-men-and-women/
  2. https://www.aljoumhouria.com/ar/news/291727/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%81-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AC%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%A9
  3. https://askthescientists.com/men-women-different/
  4. https://mawdoo3.com/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%82_%D8%A8%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AC%D9%84_%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9