إليك 9 أنواع من البشر، أيّ نوعِِ هو أنت؟

2 مشاركة
6 دقائق

هل تسائلتَ يوماََ ما الذي يدفع النّاس لكي يتصرّفُوا بطريقةِِ معيّنة؟ أو ما الذي يجعل النّاس يختلفون في نوع الإستجابة لموقفِِ معيّن؟ 

 

هل تمنّيت يوماََ أن تفهم النّاس بشكلِِ أفضل؟ خصوصاََ الأشخاص الّذين ترغبُ في وجودهم في حياتك وتتمنّى لو أنّك تستطيعُ أن تفسّر تصرّفاتِهِم أو أن تتوقّع ردّات فعلِهم حيال مواضيع معيّنة؟

 

تخيّل أن حريقاََ قد شبّ في أحد البيوت وتسارعَ النّاس لكي يساعدوا في إطفائِه. هل سترى الجميع يسعِفُ العالقين؟ بالطّبع سوف ترى أشخاصاََ يخاطِرون بحياتِهم من أجلِ إنقاذ الأطفال مثلاََ، بينما سترى آخرين يسارِعون إلى الإتّصال بالجِهات المختصّة، وآخرين سوف يقِفُون على الحياد ليُفسِحوا المجال أمام المتطوّعين. هذه التصرّفات المُختلفة حيال مشهدِِ معيّن هي ما يميّز البشر ويجعل هذا العالم مكاناََ متنوّعا مثيراََ للإهتمام.

 

إنّ معرفةَ أنواع البشر له أهميّة بالغةٌ في فهمِ تصرّفاتهم ودوافِعِها، بالإضافة إلى توضيح مكامِن شخصيّات النّاس وتوقُّع ردّات فعلِهم. كل هذه الأمور تؤدّي إلى التّعامل مع النّاس في محيطِك بطريقةِِ أكثر إيجابيّة بل حتى إلى معرفة نفسك على نحوِِ أفضل حتى تستطيع فهم الكثير من المشاعر الّتي تخالجُك والنّوازع الّتي تدفعُك للتّصرّف على نحوِِ معيّن.

 

عدم ادراكِك لنوعيّة شخصيّتك قد يؤدّي إلى 3 أمورِِ سلبيّة:

  • خصائصنا السلبيّة تبقى طيّ الكتمان دون التّعرف عليها ما يسبّب لنا التّعاسة والفشل.
  • لا نستطيع أن ندرك مَكامِن قوّتِنا ممّا يدفعُنا للتّركيز على مزايانا السلبيّة.
  • نخسر فرصة تحسين نقاط قوّتنا والتخلّص من نقاط ضعفنا.

إيجابيّات معرفة شخصيّات النّاس:

  • يساعدك التّعرّف على نوعيّة النّاس حولك في التّواصل الإيجابيّ السّلس مع المحيط.
  • تستطيع أن تكتشِفَ مكامِنَ شخصيّة النّاس وايجابيّاتها بدلاََ من التأثّر بالانطباع المبدئي.

الأنواع ال9 من الشّخصيّات:

 

المثاليّ المُصلِح

الشّخصيّة المثاليّة تميلُ الى التّقيّد بقواعدِ السُّلوك الكامل الخالي من الشّوائب لاعتقادها بأنّ هذا النّوع من السّلوك هو الحل لجميع مشاكل المجتمع. المِثالي يتقيّد بقواعدَ صارِمةِِ يفرضُها على نفسه بدايةََ ثمّ يعكسُها على من هم حوله. يستطيع الشّخص المثالي أن يُتِمَّ أعماله على الوجه الأفضل ولا يَرضى بأن يقوم بأيّ عملِِ تشوبُه النّواقص. الشّخص المثالي هو عادةََ قاسِِ على من حولُه ولا يتسامح أبداََ مع الخطأ أيّا كان حجمُه. من المُمكن أن يسبّب ذلك الأمر بعض المشاكل الشّخصيّة له على مستوى العمل والعلاقات ولكن ذلك لا يُغيِّر نظرَتَه أو تفكيره عادةََ لأنّه مقتنعٌ تماماََ بأنّ هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن إدارة هذا العالم بها.

 

 

المُساعد المُهتَم

هذا النّوع من النّاس يعيش من أجل إسعاد الآخرين، ويَجِدُ في سعادة من حوله انعكاساََ على سعادتِه الشّخصية. لا يستطيع المساعد المهتم أن يرفُضَ طلباََ من أحد حتّى لو كان ذلك على حساب حياته الشّخصية. هذا الصّنف من البشر يمكن استغلاله ممّن حولَه بسبب طيبة قلبه وعِلمِ الآخرين أنّه لن يقوم بردّة فعلِِ سلبيّة تجاه استغلالهم له، فهم يُدركون أنّ الرّفض هو نقطة ضعفه لأسباب نفسيّة قد لا يدركها هو. الشّخص المساعد هو حسّاس بطبعِه ويميل إلى الإكتئاب بحال وجّه له أحدهم تعليقاََ جارحا أو ملاحظةََ قاسية، لكنّه ينطوي على نفسه ويحاول أن يُخفي هذا الإمتعاض لأنّه لا يريد أن يعكس ضعفه أمام الآخرين.

 

 

التّنفيذي المُنجِز

هذا النّوع من البشر يميل إلى الإنجاز والتّنفيذ العملي في جميع المجالات، فلا يمكن أن يرى نفسَه إلّا في نطاقِِ عمليّ فعّال. يحبّ هذا النّوع أن يكون على رأس قائمة الفاعلين في أيّ مجتمع ولا يستطيع أن يتقبّل البقاء من دون هدفِِ أو غاية للتّحقيق. يبدو هذا النّوع جذّاباََ وساحراََ في أعيُنِ النّاس ولا يمكن أن يتخيّل نفسه عكس ذلك. هذا الصّنف من البشر وبسبب ميلِه الفطريّ للنّجاح والتألُّق والعمل، يمكن أن يقوم بتحقيق أضعاف ما يمكن أن يحقّقه الشّخص الحالم المُتقوقِع أو الحسّاس الرومنسي.

 

 

الرّومنسي الشّخصاني

يميل هذا النوع الى الانكماش على نفسه والتّفكير مليّاََ في كيفيّة بناء الأمور في الحياة ويسألُ نفسَه كثيراََ لماذا يتصرّف النّاس بهذا الشّكل على سبيل المثال، أو كيف يمكن لهذا الأمر أن يتمّ على هذا الشّكل. إنّ رغبةَ هذا النّوع بمعرفة أصول الأمور وأسباب حدوثها يستهلكُ منه وقتاََ طويلاََ في فهم المعاني والجماليّات المحيطة ولكن ذلك من الممكن أن يؤدّي به إلى كثرة التّفكير وقلّة الإنتاج. الرومنسي يميل إلى المشاركة في الأنشطة الجماليّة والإبداعيّة ويُقَدّرُون الصّداقات والمشاعر وتَجِدُهُم ميّالين إلى التّعاطف مع النّاس وتقدير مشاعرهم والحرص على عدم جرحهم. يمكن أن يتأثّر هذا النّوع بمَوجات الإكتئاب بسهولة بسبب تفكيره المُفرط في الأشياء وعدم السّماح لنفسِه بتَجاوزِ أيّ أمرِِ دون الغوص في تفاصيله وكيفيّة نشأته.

 

 

المحقِّق المُلاحِظ

يمكن وصف هذا النّوع من البشر بأنّه الباحث عن نفسه داخل نفسه، إذ لا يهتمّ بالأمور العمليّة على نفس درجة اهتمامه بالبحث والغوص عن ذاته. يفتقر الباحث للمهارات الإجتماعيّة التي تُخَوّله التّعامل مع النّاس بلباقةِِ أو جاذبيّة ولكنّه في نفس الوقت يدرك أن معرفة نفسه أهمّ من معرفة الآخرين. يميل المحقّق إلى الغوص في تفاصيل كيفيّة صناعة الأشياء وكيفيّة تطوّر المواقف ثم يقوم بالتّحليل والتدقيق ليصل إلى هدفِِ ما. هذا السّلوك قد يجعل المحقّق من أنجح الأنواع على الجانب التّخطِيطِيّ والقيادي ولكنه في ذات الوقت لا يستطيعُ أن يتخلّص من رغبته في العزلة وقضاء الوقت مع نفسه بدلاََ من تضييعه مع الآخرين.

 

 

المُخلِص الشَّكّاك

قد يتسائل القارئ عن العلاقة بين الوصفين، إذ لا يمكن لشخصِِ واحدِِ أن يكون مخلصاََ وشكّاكاََ في نفس الوقت. نعم هذا صحيح، العلاقة هنا سببيّة وليست طرديّة، إذ أن الشّكّ هو سبيل هذا النّوع إلى الإخلاص فهو يمتلك مشاعر صادقة جدا تجاه من يحبّ وفي نفس الوقت يمتلك شعوراََ كبيراََ بِتوقُّع الأحداث السّيّئة والنّوايا السلبيّة التي تدفعه لأخذ احتياطات أكبر من أجل حماية نفسه ومن يحب من المخاطر. المخلص الشكّاك يستطيع أن يتوقّع أسوء السّيناريوهات لخوفِه من أن تحدُثَ دون انتباهه أو أن تؤثِّر على الذين قد ألزَم نفسَهُ بالوَلاءِ لهم. إنّ الإحساسَ الكبير بالمخاطر المُحدِقة قد يحوّل حياة هذا النّوع إلى جحيمِِ ولكن في نفس الوقت لا يمكن أن يَدَع الأمور تجري بلا تدقيقِِ ومعرفة وتَوجُّس.

 

 

المُتحَمِّس المُغامر

المُتحمّس يميل الى المغامرات والتّمتّع بكلّ لحظةِِ من حياته في اكتشاف العالم من حوله. لا يرغب هذا الشّخص بالإنكفاء على نفسه والتّفكير في كُنهِ الأمور ودواخِلِهَا، بل يدفعُ نفسه إلى القيام بكلّ التّجارب التي يستطيع أن يحقّقها بعيداََ عن الحِسابات أو التّفكير المُسبَق. هذا الأمر يجعل المتحمّس المُغامِر النّوع الأقلّ عُرضةََ للاكتئاب أو التّفكير المَرَضِيّ أو الأفكار السلبيّة. قد يكون هذا النّوع هو الأسوأ في العلاقات العاطفيّة لرغبتِه بتجربة كلّ شيئِِ حتى خارج نطاق الإلتزام بالعلاقة ما يجعله عُرضةََ إلى إساءة الفهم وأحياناََ عدم القدرة على الدّفاع عن نفسه أمام الشّريك بسبب عدم إدراكِه أنّه يسبّب مُشكلةََ ما في مكانِِ معيّن.

 

 

المُقاتِل المُتَحدّي

المقاتل هو النّوع الأقوى بين جميع الأنواع إذ يُؤمِنُ بأنّه خُلِقَ من أجل أن يسيطر لا أن يتمّ السّيطرة عليه. هذا النّوع يعتقدُ بأنّ الحياة عبارةٌ عن فرصةِِ لإثبات أنّك الأفضل والأقوى والأكمل وأنّ البشر يتسابقون لتحطيم بعضهم البعض فلا يستطيع أن يلعب دور الضّحيّة أبداََ. يعتقِدُ المحارب أنّه قادرٌ على السّيطرة على قَدَرِه في الحياة وأنّ كلّ ما يدور حوله يجب أن يكون من صُنعِه وتصرّفه. هذا النّوع يمتلك صراحةََ منقطعة النّظير ولا يرغب بأن يَكتُم مشاعره أو طموحه بل يواجه الجميع بكلّ ما يُخالِجُه من شعورِِ حتّى لو كان عدائيّاََ أو صادماََ. في المَقلَبِ الآخر، يُدرك هذا الشّخص أنّ من أَولَى أولويّاته في الحياة الدّفاع عمّن حوله من عائلةِِ وأحِبَّة وهو مستعدٌّ للمَوتِ من أجلِ الدّفاع عنهم.

 

 

المُسالِم 

الشّخص المُسالِم لديه مهمّة في الحياة وهي صنع المُصالحات وتجنّب المُنَغّصات. يُؤمن هذا النوع بأنّ الحياة لا يمكن أن تستمرّ بوجود المشاكل والخلافات والحروب. المُسالِم يميل إلى التّنازل عن حقّه في حال قام أحدُهم بمهاجمته أو التّعدّي عليه، كما يميل إلى الدّخول في حلّ خلافات الآخرين ولعب دور الحكم في حلّ الخِلافات حتّى لو لم يَكُن هو متورّطاََ فيها أصلاََ. على المستوى الشّخصي، يحاول المُسالِم أن لا يغوص كثيراََ في عُمقِ الأمور لعدم رغبته في الإنخراط فيما ليس له داعِِ. يمكن أن يكون المُسالِم النّوع الأقلّ عملاََ وإنتاجيّة على المستوى الشّخصي لكنّه مهمٌَ جدّاََ في مجالات فضّ النّزاعات وتذليل العقبات ونشر التّسامح والطّاقة الإيجابيّة بين النّاس.

 

في النهاية، لا بُدّ أنّك لاحظت أنّك أو أحدٌ من معارفك يمكن أن ينطبق عليه أكثر من نوع شخصيّة، لكن عندما يتعلّق الأمر بوصف الشّخص وإعطاء صفةِِ عامّة عن تصرّفاته ونوعيّة تفاعله مع المجتمع، فمن المؤكّد أن هناك سِمَةََ طاغيةََ عليه لا بُدّ أن يصفه أغلب النّاس بها لكونه يميل إلى أحد الشّخصيّات بشكلِِ كبير حتّى لو اختلطت باقي الشّخصيات في طبيعته بنِسَبِِ قليلة. 

 

إن هذا التّنوّع والإختلاف بين البشر في شخصيّاتهم وكيفيّة تفاعلهم مع العالم من حولهم يؤدّي بالمحصّلة إلى جعل العالم مكاناََ مثيراََ للإهتِمام من ناحية التّنوع الديمغرافي في العادات والتّقاليد والنفسيّات وطُرُق التّعامل مع الحياة. هذا التّنوّع هو ما يبني السّلوكيّات والتّصرّفات وبالتّالي يؤدّي إلى تنوّع المجالات التي تتطلّبها البشريّة في حياتها اليوميّة وتؤدّي إلى استمرار الحياة على هذا الكوكب.

 

المصادر:

  1. https://www.personalityperfect.com/16-personality-types/
  2. https://www.16personalities.com/personality-types
  3. https://www.hiresuccess.com/help/understanding-the-4-personality-types
  4. https://www.verywellmind.com/the-myers-briggs-type-indicator-2795583
  5. https://www.livescience.com/41313-personality-traits.html



بمساهمة من   
فؤاد زيدان

مترجم وكاتب