10 نصائح سوف تجعلُك متحفّزاََ للعمل طوال الوقت

1 مشاركة
6 دقائق

نعيشُ اليوم في عالمِِ مليئِِ بالتحدّيات والصّعوبات المعيشيّة التي تُثقِلُ كاهِلَنا من ناحية متطلّبات العيش التي أصبَحَت أكثر تعقيداََ وتشابُكاََ. يطمحُ كلّ فردِِ منّا أن يَبنِيَ وَضعاََ عمليّا واقتصاديّا يمكِّنُه من مواجهة المتطلّبات المتزايدة من ناحية توفير الطّعام والمَسكَن بالإضافة إلى الكماليّات التي تزدادُ أسعارُها يوماََ بعد يوم. 

 

إنّ الرّغبة بالإلتزام بمعايير العمل الملائِمة لطبيعة العصر القَلِق الّذي نعيشُه اليوم تجعلُنا نفكّر أكثر فأكثر في تحديث أولويّاتنا واستخدام قُدراتِنا بشكلِِ أكثرَ فاعليّة لكسب المزيد من المال، المعارف العمليّة، الخِبرات، وأيضاََ القُدرات اللّازمة للتّحمّل في ظلّ تزايد الأعباء.

 

نواجه في الكثير من الأحيان إثباطاتِِ على المستوى الشّخصي والعملي والعائلي تجعلُنا لا نستطيع متابعةَ عملِِ ما، وقد نرغبُ بإيجاد الطُّرقِ اللّازمة للتّغلّب على هذا الإحباط الملازم ما يمنَعُنا من استكمالِ مشاريعِنا وأعمالِنا وبالتّالي يَحُدُّ من قُدُراتِنا الإنتاجيّة.

 

لأنّ التّحفيز يبدأ قبل كلّ شيئِِ من الدّاخل وينتقل إلى الخارج مبلوِراََ أعمالاََ إنتاجيّةََ يعود نفعُها على الفرد والمجتمع، فإنّ الحاجة للتّحفير المستمرّ هي إشكاليّة ذات أهميّةِِ وازنةِِ في مجال الأعمال اليوم.

 

إليكم أفضل 10 طرقِِ للبقاء متحفّزا ومتّقِداََ بالطّاقة أثناء العمل:

 

قُم بتحديد هَدفِك من العمل 

أحياناََ لا يجب علينا أن نستوعب "ما" أو "كيف" يمكننا إتمام عملِِ ما بقدر ما هو مهمٌّ فهم "لماذا" علينا القيام به. إنّ التّفكير المَلِيّ بأهميّة عملِِ ما على الصّعيد الشّخصي والعائلي والمُجتَمعي يدفعنا إلى تصوّر هذا العمل على نحوِِ بالغ الأهميّة في عقلِنا ممّا يؤدّي إلى إعطائه أهمّيّة قصوى على الجانب النّفسي والعقلاني مما يدفع العقل إلى صبّ اهتمام الوعي الكلّي للفرد نحو تحقيق العمل في أقلّ وقتِِ وأقصى حرفيّة.

تحديد الهدف من وراء العمل هو النّقطة المركزيّة بين التّخطيط والعمل، ففهم الغاية من وراء السّعي نحو تحقيق هدفِِ عمليّ ما، يؤدّي بالنّتيجة إلى إيلائه أهمّيّة فكريّة وعمليّة عظيمة في نفوسنا تدفعنا إلى صبّ الجهود نحو تحقيقه على الوجه الأكمل.

 

ضع رؤيةََ واضحةََ للعمل

إذا أردت النّجاح، يجب عليك بدايةََ أن تضع تصوّراََ عقلانيّاََ لمُنَتجات العمل من النّاحيةِ الفِكريّة والإنتاجيّة، فاقتناعِك برؤيةِِ محدّدةِِ حول العمل من شأنها أن تحوِّل التّصوّر السّطحي نحو مشروعِِ ما إلى خططِِ تنفيديّةِِ واضحةِ المَعالِم. إنّ وضع الرّؤية الأكثرَ إشراقاََ وبريقاََ لعملِِ معيّن، سوف تجعل هذا العمل مهمّا في نظرِك ومليئاََ بالإيجابيّات. 

إنّ وضعَ هدفِِ من دون خطّة يُعتَبر حلماََ صعب التّحقيق، لذلك يجب علينا أن نُلحِقَ الرّؤية بخطّةِِ شاملةِِ تُقَسّم أجزاء العمل وتوضّح معالِمَه الخاصّة والعامّة التي ستؤدّي بالتّالي إلى تحقيقه على أفضل وجه.

 

أُنظُر إلى الصّورة الأكبر

بينما نحن غارقون في التّفكير حول كيفيّة إنهاء الجزئيّات المتعلّقة بالعمل من النّاحية الشّخصيّة، وكم من الوقت سوف يستغرق إنجاز مشروعِِ ما، أو عدد الأمور التي سوف أُضَحّي بها في حال اكتفيت بالعمل على شيئِِ ما دون الإكتراث لباقي جوانب الحياة، قد يكونُ من المُفيد التّفكير بالصّورة الأكبر للعمل المَنويّ إنجازُه من ناحية القيمة العمليّة له على المستوى العام للأفراد والجماعات في محيطِِ معيّن، فيُمكِنُك على سبيل المثال التّفكير بالموضوع من ناحية الفائدة المترتّبة من خلاله على المُستفيدين. العاملين في المجال الإنساني على سبيل المِثال عليهم أن يفكّروا بالموضوع على أنّه سيُفيد المستفيدين المباشرين من عائلاتِِ وأفرادِِ وتجمّعات سيغيّر العمل حياتهم وسينقذهم من براثن الفقر والعَوَز. بالنّسبة للعاملين في مجال الإغاثة، يُمكن التّفكير بالعمل من ناحية كَونِه سيُنقِذ حياة النّاس وسَيُؤدّي إلى خَير البشريّة. 

بهذا الشّكل يُمكنُ لأيّ كان أن يحفّز نفسه للعمل من خلال تغيير نمطيّة تفكيره بمآلات الأمور بطريقةِِ صِحّيّةِِ وعمليّةِِ وفعّالة.

 

كُن إيجابيّاََ

الأفكار الإيجابيّة تؤدّي إلى العمل الإيجابي، وحضّ النّفس على الإنتاج أكثر هو أمرٌ مهمّ للغاية في جميع المجالات. لا يخفى على أحد أثر المكافأة النّفسيّة الّتي تترتّب على آراء النّاس بعملنا خصوصاََ إذا كانت إيجابيّة، ولكن ماذا نفعلُ في حال لم نجد من يُقَيِّم عملنا بشكلِِ إيجابي أو يُطري على منتجاتِ عملِنا؟ هنا يجب علينا أن نحاول أن نُطرِي على أنفُسِنا ونؤكّد على صوابيّة خياراتِنا لأنفُسنا أوّلاََ وللآخرين. إنّ تحقيق الأهداف من العمل المنشود مرتبطٌ بشكلِِ وثيقِِ بتحسين جودة وانتاجيّة العمل بالإضافة إلى تحسين نفسيّتنا وتحفيزها على العمل أكثر من مُنطَلَق التّغذية الرّاجعة التي ترتبطُ بمحفّزات الثّواب والعقاب لدى كلّ فرد منا.

أحيانا تكون المشكلة من أين نبدأ، لذلك علينا فهم أن هذه النّقطة الجوهريّة هي الأساس في بدأ أيّ عملِِ وأنّ علينا تكوين فكرةِِ أساسيّة إيجابيّة لناحية تطوير فكرة إنتاجيّة إلى عملِِ إبداعي ما.

 

قسّم الأهداف إلى مهمّات أصغر

من المفاتيح الأساسيّة لأيّ نجاحِِ أن نستطيع تجزيئ العمل الكبير إلى تفاصيل سهلة. في هذا السّياق قد يفيد إعطاء كلّ شخصِِ العمل الذي يرتبط مباشرةََ بجوانب القوّة لديه، أو قد نحاول تقسيم الأهداف إلى مهمّاتِِ مُتتابِعةِِ نستطيع من خلالها فهم الفكرة الكُليّةِ للعمل ومُنتَجاته بالإضافةِ إلى تكوين أفكارِِ خاصّة حول تفاصيل المهام. بهذه الطّريقة نستطيع إدارة العمل بروحِِ معنويّةِِ عاليةِِ وبمحفّزاتِِ شخصيّةِِ قويّةِِ قادرةِِ على إدارة العمل بشكلِِ مُنتِجِِ وفعّال.

 

نظّم نفسك

البيئة الهادئة تساعد على التّركيز وجعل العمل أكثر سلاسةََ وسهولة. يجب على الشّخص الرّاغب بالحصول على التّحفيز المُناسبِ أن يراعي المكان الذي يعمل فيه. إذا كنت ممّن يتأثّرون بالضّجيج المحيط، فإن أوّل ما عليك فعله استبعاد عناصر التّشتيت وجعل المكان هادئاََ بعيداََ عن الصَّخَب المُزعج. يمكنك بعد ذلك أن تبدأ بتحضير عناصر العمل المنظَّم بطريقةِِ تِقنيّةِِ عبر استبعاد عناصر التّسويف والتأجيل. حاول أن لا تضع أعذاراََ لنفسك في حال شعرت بعدم الرّغبة بالعمل. في المقابل، يجب عليك أن لا تدع أي شيئِِ يُحبِطُ من عزيمتك على المستوى الشّخصي، العائلي، والعملي. الوقت عنصرٌ ثمين لمن يعمل في أمور تستلزم دقّةََ في التّسليم، لذلك فإنّ الحصول على النّفسية اللّازمة للبدء والمتابعة بمحفّزاتِِ عاليةِِ من شأنه أن يجعل العمل أدقّ، وأسرع، وأكثر احترافيّة.

 

ضع أوقاتاََ للعمل

يجب علينا أن ندرك أنّ وقت العمل يمكن أن يطول ويقصُر بالإعتماد على عقليّتك الابداعيّة وتنظيمك للعمل على شكل أجزاءِِ مُتّصِلة. الكثير من النّاس لا يُدرِكون أنّ وضع مواعيد للإنتهاء من المهام هو أمرٌ مصيريّ في تحديد نجاح العمل على المستوى الوقتي والتّنظيمي. يجب أن نَعِي أهميّة مواعيد الإنتهاء الّتي ترتبط بكلّ مهمّة داخل أيّ مشروع لأنّ الأعمال عادةََ تتطلّب دقّةََ في الإستلام والتّنفيذ حتّى نستطيع أن نُنجِز أكبر قدرِِ من الإنتاج في أقلّ وقت. الجانب التّحفيزي في هذه الحالة يُعتَبَر مصيريّا لأنّ الإلتزام الوقتي يعني إتمام العمل على أكمل وجه.

اذا كنت تريد التّحفيز من أجل وضع أوقاتِِ تستطيع التقيّد بها، عليك أن تتوقّف عن معالجة عَمَلَين في نفس الوقت، فهذا يؤدّي إلى تشتيتِك ومضاعفة الوقت الذي يتطلّبه العمل، لذلك يجب أن تتخلّص من كلّ ما يُمكِن أن يلهيك عن عَمَلِك فور البدء بأيّ مشروع.

 

تَخَلّص من المُلهِيات

في عالمِِ مليئِِ بالمُلهيات من وسائل التّواصل الإجتماعي، مُروراََ بالأجهزة الإلكترونيّة، وليس انتهاءََ بكماليّات الحياة الضّاغطة، نواجه صعوبةََ بالغةََ في التّركيز على أمرِِ مُعيّنِِ لعدم قدرتنا على إعطاء أولويّاتِِ لكلّ ما حولنا. الحلّ هنا يكمن في إدراك درجة أهميّة ما تقوم به وكونُه هو الأساس لكلّ شيئِِ لاحق. لذلك يجب أن نحفّز أنفسنا على التّخلص من كل ما يلهينا من خلال وعينا أنّ علينا تركيز انتباهنا لما هو أهم. إطفاء كل هذه المُلهيات ضروريٌّ وحاسمٌ لذلك يجب أن لا نتردّد في اتّخاذ هذا القرار إذا كنا نريد أن نُنجِز عملَنا بدقّة واحترافيّة.

 

إجعل العَمَل مُمتِعاََ

الفكرة المبدأيّة المُشتركة لدى كل من يريد أن يَشرَع في إتمام شيئِِ ما هي النّجاح. إنّ اختيارك لعنصر النّجاح في النّهاية هو المحفّز الأوّل لك عندما تريد أن تُتابِع عملاََ ما. النّجاح أمرٌ مُستَحَبٌّ لدى البشر بسبب ما يصاحبه من مكافآت اقتصاديّة واجتماعيّة ونفسيّة. جَعلُ العمل أمراََ مُمتِعاََ هو شيئٌ أساسيٌّ وضروريٌّ في حال أردت أن تقضي هذا الوقت الذي يُعتَبَر طويلاََ نسبيّاََ وأنت في حالةِِ نفسيّةِِ إيجابيّةِِ، وإلّا سوف تكون في هذا الوقت مضطرّاََ للعمل ليس إلّا وتقوم به وأنت تشعر بالضّيق والإمتعاض. إذا كنت فعلاََ تريد أن تبقى متحفّزا للعمل، يجب عليك أن تختار أفضل صديقِِ للعمل والتّحفيز، ألا وهو المتعة في ممارسة العمل.

 

كافِئ نفسَك

التّفاؤل أمرٌ ضروريٌّ في الحياة، ولا يخفى على أحد أنّه يجعل النّاس سعيدين أكثر ويخلِّصُهُم من الإكتئاب. إنّ التّفاؤل الدّائم حتّى في حالاتِ خيبة الأمل له تأثيرٌ فعّالٌ على نفسيّة الناس. التّفاؤل هو أساس التّقدّم والنّجاح، لذلك يجب أن نعلم أنّ من أفضل أسباب التّفاؤل هو مكافأة النّفس حتّى ولم لم نجد من يكافئنا. المكافأة قد تأخذ أشكالاََ متعدّدةََ منها المادّيّة ومنها المعنويّة ولكن الأفضل من بينها هي تلك المتعلّقة بالنفسيّة والشّعور بامتلاك القوّة والثّقة والشّجاعة. إنّ النّاس الذين يحيطون بك هم بحاجة إليك تماما كما أنت بحاجةِِ إليهم، ولا يجب أن نخسر ثقتنا بأنفسنا مهما كانت المصاعب والتّحدّيات.

 

 

أخيراََ، إنّ تصوّر النّفس من الخارج ووضع أنفسنا مكان النّاس في تخيّل إنجازاتِنا وما يُمكِنُ أن يغيّر في حياةِ البشر حولنا لهو أمرٌ بالغ الأهمّيّة ويؤدّي إلى المثابرة وامتلاك الرّغبة في المُضِيّ قُدُماََ نحو النّجاح. يجب أن نتخيّل دائماََ كيف بدأنا وأين انتهينا وأن نُقارِن بين أنفُسنا في الماضي وأنفسنا اليوم. هذا التّصوّر يجعلنا ندرك تماما أين نريد أن نصل في المستقبل ويبعث في نفوسنا التّحفيز والشّجاعة والثّقة أنّنا باستطاعتنا أن ننجز ما نريد بغضّ النّظر عن كلّ ما يمكن أن يُحبِطَنا أو أن يُفَتِّرَ من عزائِمِنَا.

 

المصادر:

  1. https://hbr.org/2018/11/how-to-keep-working-when-youre-just-not-feeling-it
  2. https://www.inc.com/lolly-daskal/19-simple-ways-to-stay-motivated-that-actually-work.html
  3. https://www.lifehack.org/articles/featured/how-to-stay-motivated.html
  4. https://nickwignall.com/stay-motivated/



بمساهمة من   
فؤاد زيدان

مترجم وكاتب