10 فوائد في التّوقف عن استخدام مواقع التّواصل الإجتماعي

2 مشاركة
7 دقائق

غَزَت مواقع التّواصل الإجتماعي العالم منذ بداية الألفيّة الثّالثة حتى يومِنا هذا، وهي في سِبَاق مَحمُومِِ للسّيطرة على أكبر عدد من المُتابعين والمُستعمِلين، من أجل غاياتِِ تِجاريّة، معلوماتيّة، وتقنيّة، بالإضافة إلى الغايات السّياسيّة في نواحِِ متعدّدة. تتمتّع هذا الوسائل بشعبيّة هائلةِِ اليوم، وتُعتَبر المؤثّر الأوّل على وعي الشّعوب حول العالم. بَرَزَت بعض التّطبيقات على السّاحة الإجتماعيّة كمُسيطِر على جميع هذا التّطبيقات ومن بينها تطبيقات (Facebook)، (Instagram)، و (Twitter) التي تُعتَبر الأشهر والأكثر استعمالاََ وتأثيراََ على العالم اليوم.

 

بالرّغم من إدمان مئات الملايين من البشر على استعمال هذه المواقع، الّا أنّ البعض من المُمكن ان يُفَكّر في اعتزالها والعيش بدونها لأسبابِِ عديدةِِ منها الرّغبة في ممارسة أمورِِ أكثر حيويّة، او الإستمتاع أكثر مع العائلة والأصدقاء، أو أسباب أخرى.

 

إذا كنت من الذين يرغَبون في اتّخاذ هكذا قرار، أو كُنت ممّن بدأوا فعلاََ بتطبيقه، فيجب عليك أن تعلَم النّتائج النّفسيّة، الجسديّة، والعقليّة المترتّبة على هذا التّصرف. 

 

تُرجِّح الدّراسات أنّ السّبب الأوّل للرّغبة بالتخلّص من وسائل التّواصل الإجتماعي هو الشعور بالتّناقض. بالرّغم من كون وسائل التّواصل الإجتماعي تحقّق التّقارب بين البشر البعيدين، إلّا أنّها تساهم في تحقيق التّباعد بين الأشخاص الذين يعيشون داخل البيت الواحد. هذا الأمر يدفع بعض النّاس الى الإستدراك ومحاولة الإنسحاب من هذه الدّوّامة التي تستدرِجُهُم يوميّاََ إلى العُزلة أكثر فأكثر. البعض الآخر يَعزُو رغبَته في الابتعاد عن هذا المضمار، إلى مشاكل صحّيّةِِ ونفسيّةِِ مترتّبة على متابعة هذه الوسائل بشكلِِ دائم، بينما يُبَرر آخرون هذه الرّغبة بالميل نحو حياة أكثر عمليّة والرّغبة بالحصول على صحّة أفضل ونشاطِِ مُستمِر.

 

أمّا بالنّسبة للتّغييرات التي تطرَأُ على حياتِك في حال اتّخذت مثل هذا القرار، فإليك 10 أمور من المُمكن أن تحدُثَ عندما تقرّر الإبتعاد عن مواقع التّواصل الإجتماعي:

 

العمل بشكلِِ فعّالِِ أكثر

إنّ التّخلّص من المقاطعات الدّائمة لوسائل التّواصل الاجتماعي يؤدّي حتماََ إلى إنتاجيّةِِ أكبر في العمل والعلاقات الشّخصيّة المباشرة اذ لم يَعُد من الضّروري العودة الى الهاتف المحمول مع كلّ إشعارِِ او كلّ رسالة. إنّ لهذا الأمر تأثيراََ كبيراََ على الحياة الإجتماعيّة والإقتصاديّة للأشخاص الذين قرّروا الإقلاع عن استخدام هذه الوسائل بإفراط.

 

أسوأ ميزة في وسائل التواصل الإجتماعي هي أنها دائما ما تقاطعنا

البروفيسورة جوان كانتور

 إنّ التّعامل مع وسائل التّواصل الإجتماعي في ذات الوقت الذي نقوم به بعملنا الإعتياديّ يُعتَبر نوعاََ من أنواع تعدّديّة المهام، ومن المعلوم أنّ تعدُّديّة المهام تستنزف وقتاََ وجهداََ أكبر عند التّعامل مع العمل، فضلاََ عن الإنتاجيّة الأقل في هذه الحالة كوننا نصبّ تركيزنا في أكثر من اتّجاه بدلاََ من استغلال أقصى قدراتنا في عملِِ محدّد.

 

 

زيادة الإبداع

عندما نَجِد أنفُسَنا أمام جدارِِ منيعِِ من الوُلوج إلى أفكارِِ إبداعيّةِِ جديدةِِ في عملنا أو في حياتِنا الشّخصيّة، فإنّ ذلك على الأرجح بسبب أفكارِِ موجودةِِ في خلفيّة الّاوعي داخل عقولنا تقوم بمناداتنا كلّ فترةِِ من أجل العودة الى العادات التّواصليّة المتعلّقة بالهاتف المحمول او الأجهزة الذكيّة. هذا الإستدراج يعلّله علماء النفس بالتخلّص من الضّغط الصّعب الى المساحة الأسهل الّتي يُمكِن تحقيق المُتعة النّفسيّة من خلالِها والتّخلّص من ضغوط العمل. يمكن الإستعاضة عن هذا الحيِّز من المُتعة من خلال ممارسة نشاطاتِِ رياضيّةِِ للعقل والجسم من أجل التّخلّص من ضغط العمل وإعطاء العقل الفرصة للإسترخاء.

هذا الشّعور يمكن التّخلّص منه تدريجيّا عندما نسمح لأنفُسِنا مع الوقت بفكّ الإرتباط النّفسي والعاطفي بوسائل التّواصل مما يسمح بزيادة التّركيز على أعمالنا وحياتنا اليوميّة وبالتّالي زيادة إفراز الخلايا الدماغيّة للمواد المحفّزة على الخلق الإبداعي والعملي.

 

 

التّخلّص من القلق

من الأمور الشّائعة عند الإقلاع عن استخدام وسائل التّواصل الإجتماعي، الشّعور بالقلق الزّائد حيال التّجربة الذّهنيّة الجديدة، وهذا أمرٌ طبيعيّ.

 عندما نستعمل وسائل التّواصل الإجتماعي فإنّ مستويات الدّوبامين ترتفع، وعندما نُقلِع عن استخدامها، يحدُثُ هبوطٌ في هذا الهُرمون قد يؤدّي إلى الإكتئاب

الدّكتور ديفيد غرينفيلد

لكن هذه الحالة سُرعان ما تتحسّن ويستطيع الشّخص أن يتخلّص من سَطوَة هذا الشّعور في الأسبوع الثّاني إذ يُصبِح قادراََ على تخطّي الإدمان تدريجيّاََ والتّركيز على أُمورِِ أكثر إنتاجيّة في حياته. إنّ النّتائج النّفسيّة الإيجابيّة المُصاحِبة لتَجربة الإقلاع عن التّواصل الإجتماعي من شأنِها تعويض نقص هذا الهُرمون وإفراز هُرموناتِِ أُخرى تُشعِرُ الإنسان بالسّعادة والرّضى.

 

 

تخفيف الضّغط العَصَبي

إن توفُّر وسائل التّواصل الإجتماعي بكَثرَةِِ وفي كلّ وقت، وكونها متاحةََ على مدار السّاعة وبشكلِِ مستمر قد يجعل من استخدامِها سُلوكاََ ضاغطاََ عصبيّاََ ونفسيّاََ خُصوصاََ للأشخاص الذين يمتلِكون حساباتِِ كثيرةِِ ويتعاطون مع أشخاص كثيرون بشكلِِ مُستمِر. في هذه الحالة يُمكِن للأشخاص الذين يتّخذون قرار الإقلاع عن استخدام وسائل التّواصل الإجتماعي الحصول على العديد من المزايا النّفسيّة التي قد تجعَلُ تجرُبَة التّخلّي عن النّمط الإجتماعي المُكثّف سُلوكاََ نفسِيّاََ مُريحاََ يُحسّن التّوازن الحياتي لديهم ويؤدّي إلى نتائج نفسيّة واجتماعيّة مباشِرَة وإيجابيّة سواءََ على المُستَوى الشّخصي أو العائلي. إنّ الضّغط العَصَبي الدّائم النّاتج عن الإهتمام بكلّ ما يجري من حول الإنسان يؤدّي إلى ارتفاع هُرمُون الكورتيزول المسؤول عن القلق والضّغط العصبي. هذا الإرتفاع قد يُؤثّر بشكلِِ سلبيّ على الدّماغ ويرفع مستويات الإكتئاب. إنّ البقاء بعيداََ عن متابعة المُجرَيات بشكلِِ عام يجعلُ الإنسان أقلّ عُرضَةََ للتّعرّض لهذه النّوبات على المستويين القريب والبعيد.

 

 

الشّعور بالرّضا عن الذّات

إنّ استخدام مواقع التّواصل الإجتماعي من خلال صناعة المَنشورات ومشاركة المواضيع الحياتيّة يَغلِبُ عليه طابع اظهار الجوانب الإيجابيّة والخبرات الجذّابة. إنّ متابعة هذه المواضيع من وجهة نظر المُتَلَقّي قد تقودُه للظّنّ بأنّ حياة النّاس هي عبارةٌ عن أوقاتِِ جميلةِِ وتجارُب رائعة، ممّا يخلق لديه الشّعور بالدّونية والرّجعيّة مقارَنَةََ بغيره من النّاس. 

في الحياة الواقعيّة، لا يأتي النّاس إلى شخصِِ عَقيمِِ ليُخبِروه عن روعة امتلاك أطفال، أمّا في مواقع التّواصل الإجتماعي فإنّ هذا الأمر يحدث دائما

البروفيسورة ماي لي ستيرز

 هذا المثال يبيّن كيفيّة تأثير مواقع التّواصل الإجتماعي على نفسيّات البشر بشكلِِ سلبيّ دون روادع. هذا التّأثير يؤدّي إلى مشاكل نفسيّة كبيرة على مستوياتِِ عدة. 

إنّ الإقلاع عن استخدام مواقِع التّواصل الإجتماعي يعيدُنا إلى الدّائرة الإجتماعيّة الآمنة والمجال المَعرِفي الإيجابي الذي يُمكِنُنا من خلاله التّحكّم بما نستقبِلُه من أفكار. يُمكِنُنا من خلال التّوقّف عن استعمالها أن نبني لأنفُسِنا بيئةََ نفسيّةََ صحّيةََ لا تتزعزع من خلال مراقبةِ الأفكار واختيار أيّها سوف نسمَح له بالوُلوج إلى عقولِنا.

 

 

النّوم لفتراتِِ كافية

تُشيرُ الدّراسات إلى أنّ الفترة الّتي تسبقُ النّوم هي الفترة الأطول الّتي يستخدِمُها النّاس في التّفاعل مع مواقع التّواصل الإجتماعي. مثال على ذلك قد يكون عندما نرغبُ في التّفاعل مع إشعارِِ ما أتى من الهاتف من دون الإدراك أنّنا قد قضينا أكثر من ساعةِِ في الغوص داخل التّطبيقات من أجل فكرةِِ واحدة معيّنة. 

هذا السّلوك ينتهي عندما نتخلّص من وسائل التّواصل الإجتماعي، لأنّنا في هذه الحالة سوف نستثمر وقت الفراغ في الرّاحة والحصول على فترات نومِِ أفضل من شأنِها أن تُنَمّي خلايا دماغِنا وتُريح أجسادنا من أجل ممارسةِ الأُمور الإيجابيّة في حياتنا.

 

 

تقوية العلاقات الإجتماعيّة المُباشِرة

من المَعلومِ أنّ وسائل التّواصل الإجتماعي تُعتَبَر طريقةََ مُمَيّزةََ في البقاء على تواصلِِ مع الأصدقاء والعائلة، ولكنّها في مُعظَم الأحيان قد تَحرِفُ التّصرف السّلوكي السَّويّ المُباشر لتَخلِق نوعاََ من انفصام الشّخصيّة. هذا السّلوك يَظهَرُ واضحاََ عند الأشخاص الذين يُمارِسون قناعاتِهم عبر وسائل التّواصل بينما لا يجرُؤون على البوحِ بها أمام العَلَن.

لهذا، فإنّ التّخلُّص من هذه الوسائل قد يعيد للشّخص الثّقة بمبادئه وتوجّهاته وحتى تصرّفاته العاطفيّة بعيداََ عن التّصنّع والتكلّف والخوف.

بالإضافة لذلك، يمكن ملاحظة تطوّر القُدُرات النّفسيّة على تحمُّل العلاقات والمواقف بشكلِِ أكبر عندما نتخلّى عن وسائل التّواصل الإلكترونية لأنّ الإنسان عندها يستطيع أن يمارس هذه العلاقات بطريقةِِ مختلِفَةِِ وبعيدة الأمد.

 

 

مللٌ أقلّ

في بحثِِ لجامعة (كينت ستيت)، قام العلماء بفحص السُّلوك النّفسي ل 41 طالباََ حيث وضعوهم في طابور لمدة 30 دقيقة بانتظار الحصول على الطّعام. كانت النّتيجة أنّ الأشخاص الذين يستخدِمون وسائِل التّواصل الإجتماعي كانوا أكثَرَ عُرضةََ للملل والتّأفُّف من أولئك الذين يستعملون وسائل تسليةِِ فيزيائيّة كالكلمات المُتقاطِعة وحلّ الأُحجِيات. هذا السّلوك يبيّن بما لا يَدَعُ مجالاََ للشّكّ أنّ التّفاعل الذّهني عن طريق خلايا الدّماغ في حال الإدمان على وسائل التّواصل الإلكترونيّة يجعَلُ الجهاز العصبي أكثَرَ عُرضةََ للمؤثّرات الصّادمة والغير مرغوبة بشكلِِ سلبي، وأنّ الإبتعاد عن استخدام هذه الوسائل لديه العديد من الفوائد العصبيّة التي تَخدِمُ المناعة النفسيّة لدى الأشخاص.

 

 

زيادة معدّلات الذّكاء العاطفي

من الطّبيعي أنّ الإبتِعاد عن وسائِل التّواصُل الإجتماعي سوف يجعلك وبطريقةِِ تعويضيّة بسيطة تبحث عن التّواصل المباشر فيما بينك وبين باقي أفراد مجتمعِك. هذا التّواصل البعيد عن التّكلّف والمُجاملات، والذي تستطيع من خلاله أن تراقِب الوضع النّفسي للآخرين فضلاََ عن تِبيان حالَتِك النّفسية بشكلِِ أكثَرَ وُضُوحاََ، سوف يؤدّي بالمحصِّلة إلى فوائد جمّة في مجالات العمل والعلاقات الإنسانيّة. إنّ التّواصل المُباشِر بين الأشخاص سواءََ في العمل، العائلة، الأماكن الثّقافيّة والرّياضيّة، وغيرِها هو بمثابة بَلوَرة لخبايا النّفس البشريّة من خلال لُغة الجسد والتّواصُل العاطفي الفعّال.

 

إنّ رفع رأسِك عن شاشة الهاتف المحمول وحصولِك على تواصُلِِ مباشِر مع النّاس من شأنِه أن يُحسّن جودة علاقاتِك الإجتماعيّة وتفكيرِك النّقدي

الباحثة باميلا كيرستينغ

 

صحّة جسديّة أفضل

إن من أهمّ مميّزات الإقلاع عن استخدام مواقِع التّواصل الإجتماعي هو الحصول على صحّةِِ جسديّةِِ أفضل بالإضافة إلى الصّحّة النّفسيّة. عدم جلوسِك لفتراتِِ طويلةِِ أمام الهاتف المحمول أو الجهاز الإلكتروني سيُخلِّصُك حتماََ من آلام الرّقبة والظّهر النّاتج عن الإنحنائات والبقاء في وضعيّة واحدةِِ دون تحرّك لفترةِِ طويلة. سوف تتحسّن الرّؤية أيضاََ بسبب قلّة التّعرّض لموجات الشّاشات الحديثة الّتي تُدمّر خلايا النّظر على المدى البعيد. أمّا بالنّسبة للصّحّة النّفسيّة، فإنّ الإقلاع عن استخدام وسائل التّواصل الإجتماعي من شأنه أن يعيد للشّخص ثِقَتَه بنفسه وتركيزه على الأمور التي تعني له نفسيّاََ وعاطفيّاََ، بالإضافة إلى قضاءِ الوقت مع الأشخاص الذين يُحبّهم من العائلة والأصدقاء، وكلّ ذلك له نتائج إيجابيّة على الصّحّة النّفسيّة على المُستوى القريب والبعيد.

 

في النّهاية، لا بُدّ أن ندرِك جيّداََ أن قرار استخدام وسائل التّواصل الإجتماعي من عَدَمِه هو خيارٌ شخصيٌّ وحريّة انسانيّة، وهذا الأمر يعتمد بشكلِِ كبيرِِ على قَناعاتِ الأَشخاص واختلاف أذواقِهِم الحياتيّة. لا يُمكِنُنا أن نطلُب من الجميع الإقلاع عن استخدام هذه التّطبيقات والمواقع، كما لا يمكننا أن نشجّع الجميع عليها. المشكلة الأكبر تكمُن في سوءِ استخدام هذه المُنتَجات وليس في استعمالها أساساََ. رغم كلّ ذلك، نجد بعض الأشخاص في عالمِنا اليوم لا يرغَبُون في استخدام هذه الوسائِل لما لها من أضرارِِ على المستوى الدّيني، العاطفي، النّفسي، العائلي، والأخلاقي. كما نجد مُعظم البَشر يرغبون في الإستمرار في استخدامها لما لها من فوائِد اجتماعيّة واقتصاديّة ونفسيّة على حياتهم.

 

الخَيار في ذلك يعود إلى طبيعة تفكير الشّخص وأولويّاته في الحياة، كما تلعب طبيعة العلاقات الإنسانيّة المباشرة دوراََ في اتّخاذ مثل هكذا قرار. حتى يومنا هذا، وصلنا إلى تطوّرِِ كبيرِِ على مستوى الذّكاء التّقني ومن المرجّح أن يستمرّ هذا التّطور إلى أماكن من الممكن أن تكون مُخيفةََ أو حتى مهدِّدةََ لاستمرارِ البشريّة، لذلك علينا اتّخاذ القرار الصّحيح والمُوازنة بين الخَيارات من أجل حياةِِ أفضلَ ومن أجل حمايةِ أنفُسِنا وعائلاتِنا.

 

 

المصادر:

  1. https://medium.com/the-ascent/what-really-happens-when-you-quit-social-media-badb6b233509
  2. https://www.healthline.com/health/my-65-week-digital-detox
  3. https://shelbysmith.co/what-happens-when-you-quit-social-media-for-a-year/

 



بمساهمة من   
فؤاد زيدان

مترجم وكاتب