كيف أفهم ما يريده طفلي لا إلى ما يقوله، مفهوم الرسائل المشفّرة!

2 مشاركة
3 دقائق

في بيوتنا وفي الفصل الدراسي، لا نأخذ ما يقوله الأطفال على محمل الجد... ولكن لماذا؟

 

ذلك لأننا نأخذ ما يعنيه الأطفال على مَحمَل الجِدِّ.

 

في بعض الأحيان مع الأطفال كل ما نراه هو قمة جبل الجليد بينما تكمن الأشياء الحقيقية تحت السطح، لذا فإنّ إحدى أهم وظائفنا كآباء هو سماع المعنى الكامن وراء ما يقوله الأطفال، وترجمة رسائل أطفالنا، لمعرفة ما يحدث تحت السطح، حتى نتمكن من مساعدة أطفالنا في حل مشاكلهم.

رسالة مشفّرة بشكل مميّز إنّه مفهوم ابتكره توماس جوردون، ويقصد به أنّ الأطفال والناس في الواقع يقولون الأشياء بأفضل طريقة يعرفونها، لكن الأطفال لا يتمتعون بتجربة الحياة أو المفردات التي نمتلكها نحن الكبار.

هاييم جينوت، حكيم تربية الأطفال في الخمسينيات والسبعينيات، يروي قصة عن طفل دخل حجرة الدراسة في رياض الأطفال لأول مرة، فرأى لوحات على الجدران وقال: "من صنع تلك الصور القبيحة؟" فقالت الأم مسيئةً فهم ابنها: "ليس من الجيد وصف الصور بأنها قبيحة عندما تكون جميلة جدًا."، لكن المعلم يعرف بالضبط ما يعنيه الصبي. ربما كان يعني شيئًا مثل، "إنه أول يوم لي هنا، لذلك أنا عصبي، ماذا لو كانت لوحاتي لا تبدو جيدة؟"… حينها قال المعلم: "هنا لست مضطرًا لرسم صور جميلة، يمكنك رسم صور بشعة إذا كنت تشعر بذلك". فأعطى الصبي ابتسامة كبيرة للمعلم.

 

ثم التقط الصبي لعبة مكسورة وسأل: "من حطم سيارة الإطفاء هذه؟"، فقالت الأم مسيئةً الفهم مرة أخرى: "ماذا يهمك من كسرها؟  أنت لا تعرف أحدا هنا"، لكن المعلم فهم أنه كان يقصد حقًا: "هل أنا آمن عاطفياً هنا؟ ماذا يحدث لي إذا كسرت لعبة؟" فقال المعلم: "الألعاب موجودة للَّعِب، وفي بعض الأحيان تَنكسر، من الطبيعي أن يحدث ذلك".

لوَّح الصبي مودعًا أمه وانطلق للّعب وهو يعلم أن روضة الأطفال مكان آمن وأنه لن يُتهم أو يُعاقَب.

 

إذن ماذا لو قال طفل صغير شيئًا مثل "أنا أكرهك" أو "أريد أن أقتل أختي"؟! كيف ترد على تلك الكلمات المقلقة للغاية؟ ما هي الرسالة الموجودة تحتها؟

 

إن الطفل الذي يبلغ من العمر 10 سنوات أو أقل لا يفهم حقًا القتل أو الموت، إذن ما هي الرسالة التي يمكن أن تكون خلف كلمة "أنا أكرهك" أو "أريد قتل أختي"؟


بالتأكيد لا يمكننا أن نحدد على وجه اليقين، فكل موقف مختلف وأنت تعرف عائلتك أفضل مما نعرفها نحن، ولكن إليك بعض أفكارنا: غالبًا ما تكون عبارة "أنا أكرهك" عبارة عن رسالة رمز "أنا لا أحب ما تفعله"، "الكراهية" هي واحدة من أقوى الكلمات التي يعرفها الأطفال الصغار، لذلك يستخدم الأطفال الصغار كلمة "الكراهية" في المواقف التي يشعرون فيها بالعجز وفقدان الخيارات للتعبير بأقوى العبارات وكأنه يقول "أنا حزين أو مجروح أو محبط أو غاضب، لا يعجبني ما قلته أو فعلته ".

 

في بعض الأحيان، إذا استوعبنا هذه الرسالة القوية بتفهم وتعاطف، فسوف تتلاشى مشاعر الطفل الكبيرة؛ يمكنك أن تقول شيئًا مثل "أعلم أنك محبط حقًا لأنني لن أسمح لك بالذهاب إلى منزل صديقك، هذا يبدو منطقيا بنسبة ليّ، لكنني على استعداد لتحديد وقت آخر لنذهب وتتحدث عما تريد القيام به بدلاً من ذلك".

 

أما عبارة "أريد أن أقتل أختي"، تمامًا مثل "أنا أكرهك" يستخدمها الأطفال الصغار عندما لا يرون أي خيارات ويريدون التعبير بأقوى العبارات التي يعرفونها عن "لا أحب شيئًا  فعلته أختي أو قالته".

 

هناك طريقة يمكنك من خلالها الرد ومساعدة الطفل على التعبير عن مشاعره كأن تقول له: "حسناً، أنت لا تحب أن تستمر أختك في فعل هذا! طلبت منها التوقف واستمرت في فعل ذلك! أنا على استعداد أن نتحدث معاً ونتبادل الأفكار حول الأشياء الأخرى التي يمكننا القيام بها لنعالج هذا الأمر".

 

فبدلاً من أن تقول له: "ليس من الجيد أن تقول إنك تريد قتلها" أو "ليس من الجيد أن تقول إنك تكره شخصًا ما" تفهمك له وتعاطفك معه يجعلك أنت وطفلك جزءًا من نفس الفريق لحل المشكلة معًا.

 

 في وقت لاحق وبعد حل المشكلة، يمكنك التحدث إلى طفلك حول الطرق المختلفة التي يمكنه بها التعبير عما يشعر به دون استخدام الكلمات "كره" أو "قتل".

 

مؤكّدٌ أنّ الأمثلة التي نقدّمها هنا هي مجرد بداية للتحدث مع طفلك، لكنني آمل أن تكون بالنسبة لك كبداية للاستماع إلى الرسالة الموجودة ضمن الكلمات التي يقولها أطفالك... قد لا تكون هذه الأمثلة مناسبة لك، ومع ذلك عندما يستخدم طفلك كلمات كبيرة وقوية وربما صادمة، استمع إلى معناها وليس إلى ما يقوله.

 

إنّ الأطفال عندما يشعرون بأنك تراهم وتفهمهم، فإن ذلك يزيد من الرابطة التي تربطك بهم. وعندما يشعر الأطفال بالنجاح في التعبير عما يريدون فإنه يسهل حل المشكلات معًا كفريق واحد.

 

اسمحوا لي أن أعرف ما هو رأيكم؟


المصدر