كيف تجعل طفلك يستمع لك؟ إليك 7 خطوات لتحقيق ذلك...
بهدوء شديد وعقلانية، تطلب من طفلك أن يفعل شيئًا ما، وبدلاً من تلبية طلبك يبقى جالسًا بصمت.
حينها تفكر: "ربما لم يسمعني؟!" لذا، تطلب منه مرة أخرى بلطف، ولكن بحزم، أيضاً لايستجيب لك...
الذي يحدث بعد ذلك أن الصمامات تنفجر... وتصرخ بنفس المطالب التي طلبتها بهدوء قبل دقائق فقط، وتدخل في حلقة التذكير والتكرار، فيعلو الصراخ ويصاب الجميع بالإحباط.
إذا كنت ترغب في التعامل مع عدم استجابة طفلك، فإن أول شيء عليك القيام به هو اكتشاف السبب من وراء ذلك.
لماذا لا يستمع الأطفال؟
قبل أن نبدأ بتحليل المشكلة، تأكد من استبعاد وجود أي حالة صحية يمكن أن تؤثر على سمع طفلك أو فَهمه. إذا كنت واثقًا من أن أُذنَي طفلك تعملان بشكل جيد، فتابع القراءة.
الأطفال من جميع الأعمار؛ من عمر السنة حتى سن المراهقة لديهم حاجة ماسة إلى امتلاك القوة والسلطة، وعندما لا تتاح لهم الفرص لممارسة سلطتهم بطرق إيجابية (مثل اختيار الملابس التي يرتدونها، وإعداد قائمة العشاء، واختيار اللعبة التي سيلعبونها، وما إلى ذلك...) فإنهم سيمارسونها بطرق سلبية، وعندما يقرر الأطفال عدم الاستماع، فإنهم بذلك يعبرون عن قوتهم.
ببساطة هذا السلوك هو طريقة يعبر بها الأطفال عن حاجتهم إلى مزيد من التحكم والقدرة على اتخاذ القرار في حياتهم.
إليك 7 خطوات لجعل الأطفال يستمعون:
1. اجعل نفسك بمستواهم
إذا أردت جذب انتباه طفلك، فعليك التأكد من فعل ذلك، وهذا يعني التواصل بالنظرات. عندما تنحني وتنظر في عيني طفلك، فأنت لا تتحقق فقط من أنه يراك أو يسمعك، ولكنك تقوي روابط التواصل بينكما أيضًا.
هذا يعني أنك قد تضطر إلى ترك كل ما تفعله والدخول إلى الغرفة الأخرى. فالقرب هو المفتاح، لذلك لا تتحدث معه أو تصرخ من غرفة أخرى.
2. تجنّب كلمة "لا"
لا تلمس أخيك، لا تركض في الصالة، لا تلعب بطعامك...
الأوامر السلبية تتطلب من الأطفال الإجابة عن سؤالين:
- ما الذي لا تريدني أمي أن أفعله؟
- ماذا تريد مني أن أفعل بدلاً من ذلك؟
هذا محير ومتناقض. على سبيل المثال، إذا قلت "لا تلمس أخيك"، يجب على الطفل أن يتوقف عن السلوك الحالي ويحدد السلوك البديل المناسب، فيفكّر: إذا لم أتمكن من لمسه، فهل هذا يعني أنني لا أستطيع أن أحضنه؟ هل يمكنني مساعدته في ارتداء سُترته أو رَبط حذائه إذا طلبت أمي؟
أخبرْ طفلك بما يجب فعله؛ بدلاً من قول "لا تلمس أخيك"، قل له: "استخدم اللمسات اللطيفة عند لمس أخيك" أو "لا يريد أخوك أن تلمسه الآن، لذا يرجى إبقاء يديك مطويتين أثناء وجودنا في السيارة".
3. قل نعم كلّما كان ممكنًا
فكر في الأمر للحظة، ما هو رد فعلك المعتاد على آلاف الطلبات التي تتلقاها من طفلك كل يوم؟ الجواب هو: "لا"، أليس كذلك؟!
عندما تتعرض لسيل من الطلبات، يكون من الصعب أن تدقّق وتفكّر فيها بطريقة جادّة، لذلك فأنت دائمًا تقدم ردًا جاهزًا؛ "لا، ليس اليوم، ليس لدي وقت لذلك".
ولكن عندما تكون "لا" هي إجابتك الدائمة التي تلجأ إليها، فلا تستغرب أن يتوقف الأطفال عن الاستماع إلى طلباتك! ابحث عن أسباب لتقول "نعم" في أغلب الأحيان، ستبدأ إجاباتك بـ "نعم" في مفاجأة وإسعاد طفلك وجعله ينتبه أكثر عندما تطلب شيئًا ما!
بدلاً من "لا، لا يمكننا الذهاب إلى الحديقة"، جرب قول: “الحديقة تبدو رائعة! هل نذهب الجمعة بعد المدرسة أم صباح السبت؟”
من المؤكّد أنّه ستظل هناك مواقف تتطلب قول "لا" بحزم، ولكن من خلال المزيد من قول "نعم"، ستزيد من فرص تفهم طفلك لك.
4. اختصر كلامك
يميل الآباء، وخاصة الأمهات، إلى تحويل إجابةٍ مدتُها خمس ثوانٍ إلى أُطروحة مدّتها خمس دقائق!
هناك قولٌ مأثور في مجال الصناعة:
ما يباع بكلمة لا تبعه بكلمتين
أعتقد أنه من منطقي في تربية الأبناء أيضًا، عندما تحاول لفت انتباه طفلك اختصر كلامك قدر الإمكان!
5. قل شكرًا سلفًا
ساعد أطفالك على فعل الخيار المناسب من خلال يقينك المسبق بأنهم سيقومون بعملهم. إنّ قولك: "شكرًا لك على تعليق المنشفة بعد الاستحمام" سيشجع أطفالك على اختيار السلوك الجيد أكثر من قول: "من الأفضل ألا أرى المنشفة على الأرض مرة أخرى!"
إنهم غالبًا ما يرتقون إلى مستوى توقعاتنا إذا تعاملنا معهم بطريقة إيجابية. إن إخبارهم مسبقًا بأنك تثق أنهم سيقومون بالشيء الصحيح سوف يقوي روابط الاتصال المنفتح بينكما ويزيد من احتمال إتمام المهمة.
6. تأكيد الفهم
هناك طريقة بسيطة للتأكد من أن طفلك قد سمعك وفهم ما تريد، بأن تطلب منه تكرار ما قلته.
بعد أن تنظر في عينيه، وتختصر كلامك، وتشرح ما تريد أن يفعله بوضوح، اطلب من طفلك بهدوء إعادة ما سمعه للتوِّ.
عندما تتأكد أن الفكرة واضحةٌ لدى الجميع، سترى تحسنًا فوريًا في التواصل والتعاون في منزلك.
7. توجيه ملاحظة
إذا رأيت أن مهمة ما قد تمّ تَركُها دون إتمام، فلا تبدأ في توبيخٍ مطوَّل، فقط قُم بتوجيه ملاحظة، مثلاً: "أرى سترة على الأرض"، أو يمكنك أن تسأل: "ما هي خطتك للتخلص من القمامة اليوم؟ "
إن قول: "ما هي خطتك؟" هو واحد من الإستراتيجيات المفضلة لتجنب صراعات القوّة. لأنك بذلك تمنحهم السلطة بأن تتوقع أن لديهم خطة، أو أن عليهم في هذه اللحظة التوصل سريعًا إلى خطة إذا لم يكن لديه خطة بالفعل! "آه أجل، كنت أخطط للتخلص من القمامة بعد أن أنهي غدائي مباشرة"
يمنحك هذا فرصة لإضفاء طابع إيجابي للتربية على المحادثة بأكملها! "هذا رائع، أقدر حقًا مساعدتك يا صديقي".
في الختام
تذكر أن "عدم استماع الأطفال" يجب أن يكون دائمًا جرس إنذار لنا. على الرغم من أن الأمر قد يبدو وكأنه تحدٍ أو عدم اهتمام من جانبهم، إلا أنه على الأرجح طريقة لجذب انتباهنا أو التعبير عن حاجتهم إلى القوة، فإن كلّاً من الأطفال والكبار على حدٍ سواء يحتاجون إلى أن يُنظر إليهم ويُسمعوا، وعندما لا تتم تلبية هذه الحاجة، سيتوقفون عن الاستماع إلينا.
قد يبدو لك الأمر غير منطقي، ولكنه أمر واقعي، فهو من أُولى الشكاوى التي يشاركها الآباء.