هل تنجح الإمارات في مهمة مسبار الأمل بالوصول إلى المريخ؟

4 دقائق

سجل التاريخ يوم الثلاثاء 9/2/2021 نجاح الإمارات في أول مهمة لها إلى كوكب المريخ بعد أن نجح مسبارها الاستكشافي؛ "مسبار الأمل" في دخول مدار الكوكب الأحمر, ومثّل يوم الثلاثاء المرحلة الأكثر أهمية في المهمة الفضائية الإماراتية.


وكان مسبار الأمل الإماراتي، الذي انطلق من الأرض قبل سبعة أشهر، قد وصل إلى المدار حول الكوكب، لتصبح الإمارات خامس دولة ترتاد الفضاء لهذه المهمة بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وأوروبا والهند.


وشهدت الأيام القليلة الماضية حماسًا كبيرًا لمسبار الأمل ورسالته، وأضاءت الإمارات المعالم العامة والمباني والمواقع التراثية باللون الأحمر.

 

برج خليفة يظهر العدّ التنازلي لوصول مسبار الأمل

كما بدأ برج خليفة في دبي "أطول بناية صنعها الإنسان على وجه الأرض"، في العد التنازلي لأهم لحظة يوم الثلاثاء.


وصرح عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، في وقت سابق قائلا: "نحن ندخل مرحلة حرجة للغاية، إنها مرحلة تحدد بشكل أساسي إن كنا سنصل إلى المريخ أم لا، وإن كان بمقدورنا إجراء علومنا أم لا".

 

آلية عمل المسبار والجهود المبذولة

كان المسبار يتحرك بسرعة تزيد على 120 ألف كيلومتر في الساعة، واحتاج إلى إطلاق محركات الكبح لمدة تصل إلى 27 دقيقة للتأكد من التقاطه بواسطة جاذبية الكوكب.


يقول عمران شرف لبي بي سي نيوز: "إن ذهبنا ببطء شديد، فسوف نتحطم على المريخ، وإن ذهبنا بسرعة كبيرة، فسوف نتجاوز المريخ".


وبالنسبة لمسبار الأمل فإن كل شيء كان معدّاً لمناورة دخول المدار يوم الثلاثاء، فخلال الشهرين الماضيين، استطاع المهندسون تقليل مسار المركبة الفضائية بحيث تصل إلى الكوكب في اللحظة المناسبة بالضبط، في المكان والزمان، لبدء الكبح.


ويجري التحكم في المهمة في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، فضلًا عن إدارة بعض البيانات الواردة بشأن أداء محركات مسبار الأمل، بيد أنه لا يستطيع أي شخص أن يتدخل إذا حدث خطأ ما...


إلا أن عائشة شرفي، مهندسة نظام الدفع، قالت في وقت سابق: "سيكون الأمر مرهقًا للأعصاب بكل تأكيد، إن مجرد التفكير في الأمر يصيبني بقشعريرة، لكن لدينا نظام حماية من الأعطال يمكن أن يعوض عن أي مشاكل قد تحدث أثناء عملية الكبح، لذلك أعتقد أننا في وضع جيد لدخول مدار المريخ بنجاح".


تعين تقليل سرعة اقتراب المسبار إلى نحو 18 ألف كيلومتر في الساعة, فإنَّ المسافة التي تفصل بين المريخ والأرض حاليًا تبلغ 190 مليون كيلومتر، مما يعني أن توجيه أمر يستغرق وقتا قدره 11 دقيقة بالكامل كي يصل إلى المسبار، وهو وقت طويل جدا لإحداث فرق، لذا يجب أن يتمتع مسبار الأمل باستقلالية لإكمال مناورته.


يحمل مسبار الأمل 800 كيلوغرام من الوقود، وتستهلك محركات الدفع الستة المشاركة في المناورة التي استغرقت 27 دقيقة نحو نصف هذا الوقود.


وبعد فترة وجيزة من إيقاف تشغيل المحركات، سيختفي المسبار خلف المريخ حيث ينحرف مساره إلى المدار الأول المخطط له، ومرة أخرى سيكون الانتظار باعثًا للقلق في مركز محمد بن راشد للفضاء أثناء متابعة الفريق شبكة أطباق ناسا لالتقاط إشارة مسبار الأمل من جديد.

 

 

أهداف إطلاق المسبار

وبنجاح مسبار الأمل يستطيع العلماء البدء في مهمة علمية تهدف إلى دراسة مناخ المريخ, فيمكن وصف مسبار الأمل بأنه نوع من الأقمار الصناعية الخاصة بالطقس أو المناخ للمريخ.


يحمل المسبار ثلاث أدوات ستراقب كيف تتسرب الذرات المحايدة من الهيدروجين والأوكسجين من بقايا المياه الوفيرة من المريخ إلى الفضاء.


ويستطيع علماء الإمارات الآن دراسة الغلاف الجوي للكوكب، وبشكل أكثر تحديدًا، سوف يدرس المسبار كيفية انتقال الطاقة عبر الغلاف الجوي، من أسفل إلى أعلى، في جميع أوقات اليوم، وخلال جميع فصول السنة.


كما سيتتبع بالدراسة مزايا مثل الغبار المتصاعد الذي يؤثر بشكل كبير على درجة حرارة الغلاف الجوي على المريخ، فضلًا عن دراسة سلوك الذرات المحايدة من الهيدروجين والأكسجين في الجزء العلوي من الغلاف الجوي، لاسيّما وأن هناك شك في أن تلك الذرات تنهض بدور مهم في التآكل المستمر لطقس المريخ بسبب الجسيمات النشطة التي تتدفق بعيدًا عن الشمس،ويلعب ذلك دورًا في سبب فقدان الكوكب حاليًا لمعظم المياه التي كان من الواضح أنها موجودة في وقت مبكر من تاريخه.


سوف يدخل مسبار الأمل، من أجل جمع ملاحظاته، مدارًا يقف بعيدًا عن الكوكب على مسافة 220 ألف كيلومتر إلى 44 ألف كيلومتر، مما يعني أننا سنحصل على صور رائعة للكوكب الأحمر بالكامل بصفة منتظمة.


قالت سارة الأميري، وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة ورئيس وكالة الإمارات للفضاء، في وقت سابق: "أي صورة نحصل عليها للمريخ ستكون رائعة، لكنني لا أستطيع وصف شعور الحصول على أول صورة كاملة للمريخ، بمجرد دخولنا المدار".


وكانت البعثة قد بدأت قبل ست سنوات لتؤتي ثمارها في وقت تحتفل فيه الإمارات باليوبيل الذهبي لتأسيسها والذي يوافق الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971.

 

أهمية بعثة مسبار الأمل

وتعتمد الإمارات على هذه البعثة لكونها مصدر إلهام لشبابها خصوصًا، والشباب العربي عمومًا لدراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في المدارس وعلى مستويات التعليم العالي.


وتعد بعثة مسبار الأمل الاستكشافية الأولى من بين ثلاث بعثات تصل إلى الكوكب الأحمر خلال الشهر الجاري، إذ يسعى مسبار "تيانوين-1" الصيني إلى الوصول إلى المدار أيضًا يوم الأربعاء، بينما يستعد الأمريكيون في اليوم الثامن عشر بمركبة طوافة أخرى كبيرة.


وعلى الرغم من أن البلاد بدأت مؤخرًا في عام 2009 مشروعات أقمار صناعية، لم يكن لدى الإمارات مجموعة المهارات الكاملة لإطلاق بعثة بين الكواكب.

 

لذا تواصل إماراتيون مع عدد من المؤسسات البحثية الأمريكية لإشراكهم في دور التوجيه، وشملت المؤسسات الأمريكية جامعة كولورادو في بولدر، وجامعة ولاية أريزونا، وجامعة كاليفورنيا في بيركلي.

 

وقال بيت ويذنيل، مدير برنامج الأمل في مختبر كولورادو لفيزياء الغلاف الجوي والفضاء: "كان ممتعًا على المستوى الشخصي، وممتعًا على المستوى التقني، رؤية القدرات الشخصية للجميع تنمو بشكل كبير".


وأضاف: "توجد الآن صداقات شخصية سوف تستمر لفترة طويلة بعد هذه المهمة".

 

ما رأيك بجدوى المبادرة وأثرها على أمتنا العربية؟


المصدر