التعلم عن بعد، نصائح مهمّة للآباء والطلّاب لتساعدهم على التفوّق

4 مشاركة
6 دقائق

كان التحوّل إلى التعلم عبر الإنترنت تحديًا للجميع بما في ذلك المعلمين والطلاب والآباء.


فإذا كنت قلقًا من أن يتخلف طفلك عن التعلم عبر الإنترنت، فلدينا بعض النصائح حول كيفية مساعدة الأطفال على التفوق من خلال التعلم الإلكتروني. 

 

إليكم بعض النصائح الخاصة بالآباء وأولياء الأمور:

 

تجنّب المشتِّتات

يتفاعل معظم الأطفال مع الأجهزة الاكترونية من سن الثانية -إن لم يكن قبل ذلك- ولكن عادةً ما يتم استخدامها للتسلية أو للتشتيت، أما الآن وبعد أن تحول الهدف إلى التعلم عبر الإنترنت، علينا مساعدتهم على إعادة التفكير في كيفية استخدامهم لهذه الأجهزة.


حاول الحد من مصادر التشتيت قدر الإمكان، جسديًا وعن طريق الإنترنت، فيمكنك إيقاف تشغيل الإشعارات لأجهزة Apple باستخدام "وقت الشاشة" لتقييد الوقت على التطبيقات، وعلى أجهزة Android يمكنك تشغيل "وضع التركيز" لتقييد الوصول إلى تطبيقات معينة خلال أوقات محددة.


ومن عوامل تقليل التشتيت أيضًا  إنشاء مساحة مناسبة للتعلم لطفلك؛ اجعل ركنًا مخصصًا للدراسة في مكان ما في المنزل حتى يفهموا أنه عندما يكونون في هذا المكان يجب عليهم التركيز على عملهم المدرسي فقط.

 

شجع الاستراحات

قم بتنظيم برنامج يشمل وقت الفراغ، أو التعلم العملي، أو المشي لوقت طويل، بالإضافة إلى استراحات الغداء والوجبات الخفيفة، وبعد ذلك أخبر طفلك بالوقت المخصص لذلك، بهذه الطريقة يتمكن الطفل من تقسيم يومه على مدار الساعة، كما كان يفعل في المدرسة تمامًا.


من المهم أيضًا أن تتذكر أن المدرسة لا تهتم بالتعليم الأكاديمي وحسب؛ وإنما جزء كبير مما يتعلمه الأطفال في المدرسة هو مهارات اجتماعية، وبينما قد تكون التفاعلات الاجتماعية الشخصية متوقفة مؤقتًا، تأكد من أن طفلك لا يزال يحافظ على هذه العلاقات من خلال محادثات الفيديو مع الأصدقاء.

 

اطلب مساعدة مدرس متخصص

من المهم أن يؤتي  التعلم عبر الإنترنت ثماره بالنسبة للمعلم والطلاب.


فإذا وجدت أن طفلك يواجه مشكلة ما بشكل متكرر، فقد يكون الوقت قد حان للتواصل مع مدرس متخصص.

 

يعتمد التعلم الإلكتروني على عمل الطالب دون أن يرى أحد ردود أفعاله إلى حد كبير، حيث لا يوجد مدرس ملاحظ يمكنه قراءة لغة جسده ليعرف أنه ربما يعاني، وهذا هو السبب في أن الحصول على معلم يمكن أن يساعد.


المعلمون المتخصصون يقدمون الاهتمام الفردي ويمكنهم حقًا البحث في ما يصلح وما لا يصلح لطفلك…. فلا تخَفْ من استدعاء التعزيزات.

 

تجنَّب السيطرة على طفلك

التخلي عن السيطرة على أطفالنا أمر مخيف، فنحن نريد الأفضل لأطفالنا، وغالبًا ما نتحكم في سلوك الأطفال لأننا نريد إبعادهم عن الأخطاء، لكن نيتنا الحسنة غالبًا ما تصبح مصدرًا للضغط الذي يضر بدوافعهم ويقلل من قدرتهم على التعلم.

 

شجع طفلك ليحرص على التعلم

هل رأيت يومًا رضيعًا أو طفلًا صغيرًا غير متحمس؟ مؤكد لا!.


يولد الأطفال فضوليين ومحبين للتعلم، فإذا رفض طفلك أداء الواجب المنزلي، ركز على أن يُحصَّل العلم.


لا يجب أن يكون الهدف من الدراسة هو أداء الواجبات المنزلية أو الحصول على درجات جيدة فقط، وإنما  يجب أن يكون الهدف هو التعلم.


الدرجات مهمة ولكن لكي يكون الطفل متحفزًا بشكل جوهري للدراسة يحتاج إلى الاستمتاع بالتعلم، شجعهم على التعلم وأن تكون الواجبات المنزلية لتقوية معرفتهم وتثبيتها.


بعد ذلك إذا استمروا في رفض أداء الواجب المنزلي، دعهم يواجهون العواقب الطبيعية، فإن الأطفال  يتعلمون بسرعة عندما يواجهون النتيجة الحقيقية والطبيعية؛ يتعلمون ربط السبب (عدم القيام بالواجب المنزلي) والنتيجة (العواقب في المدرسة؛ من تأنيب المعلم له وحرمانه من بعض العلامات).


واعلم أنك عندما تتذمر أو تضغط عليهم  فإن المشكلة  تتحول إلى كونك قاسيًا، فيكون تركيزهم على العناد والاختلاف معك، مما يلقي بظلاله على التأثير الحقيقي لأفعالهم.

 

ركز على علاقتك بطفلك

تعد العلاقة الدافئة والآمنة بين الوالدين والطفل في مرحلة الطفولة ضرورية للعيش حياة سعيدة وناجحة.


يوجد الكثير من مسببات التوتر في حياة الطفل؛ المعلمين والأصحاب والواجبات المنزلية والامتحانات ... إلخ، فيمكن للكثير من الناس أن يضغطوا على الطفل، لكن الآباء فقط هم من يمكنهم تقديم الحب لطفلهم وجعله يشعر بالأمان حتى عندما يفشل.


كن ملاذًا آمنًا لطفلك، كن شخصًا يحب ابنك القدوم إليه، لا رعبًا يريد الاختباء منه.


وابتعد عن الضغط النفسي، فعندما لا يكون لدى الطفل الدافع للتعلم  كن داعمًا بدلاً من أن تسخر منه، ساعده في تحديد مصدر توتره، وشجعه على التحدث عنه، فإن إدراك التوتر هو الخطوة الأولى في إدارته.


كما قال الدكتور دانيال سيجل في كتابه The Whole Brain Child: "سمِّهِ لتروِّضه".

 

وفِّر بيئة خالية من الإجهاد

وذلك بأن تقوم بطرق متنوعة للتخلص من التوتر؛ كاتباع نظام غذائي متوازن والحصول على قسط كاف من النوم والدراسة في بيئة مريحة.


كما أن التحكم بمستوى التوتر لدينا جيد لصحتنا  كما أنه مفيد للصحة العقلية لأطفالنا، وعندما نطبق طرقًا إيجابية لإدارة قلقنا، يتعلم أطفالنا مهارات التأقلم للتعامل مع التوتر.

 

نصائح خاصة للطلاب والمتعلمين:

 

احرص على التنظيم

قبل بدء الفصل الدراسي، تأكد من الحصول على الكتب الإلكترونية والأدوات عبر الإنترنت ومواقع الدورات التدريبية. وخذ الوقت الكافي للتدرُّب على تصفح نظام التعليم عبر الإنترنت حتى تكون مستعدًا لفصلك الدراسي الأول، بهذه الطريقة يمكنك التركيز على التعلم بدلاً من أن تكافح لتسجيل الدخول لمدة خمس دقائق في المحاضرة.

 

وكما تفعل في الفصل الدراسي المادي تمامًا، تأكد من أن تكون الأقلام والأوراق في متناول يدك لتدوين الملاحظات المهمة.

 

اكتشف كيف تتعلم بشكل أفضل

لا يتعلم الجميع بنفس الطريقة، لذا فكر في الطرق التعليمية التي تساعدك على استيعاب المفاهيم الجديدة بشكل أفضل واستخدام استراتيجيات الدراسة المتعلقة بذلك. 

 

فإذا كنت متعلمًا بصريًا على سبيل المثال، فقم بطباعة نصوص محاضرات الفيديو لمراجعتها، وإن كنت تفضل التعلم بالاستماع فتأكد من تخصيص وقت في الجدول الزمني الخاص بك لتشغيل أو إعادة تشغيل جميع الدروس المعتمدة على الصوت والفيديو.

 

قم بوضع جدول

بما أن الأستاذ لا يستطيع التواصل معك بانتظام، فمن المهم أن تزيد مهاراتك في إدارة الوقت.


ألق نظرة سريعة على المنهج الدراسي وقم بتدوين الخطوط الرئيسية للمنهاج ونظّمها وفق جدول معين.

 

التزم بجعل واجباتك الدراسية عبر الإنترنت جزءًا من روتينك الأسبوعي، وقسّم عبء عملك إلى أجزاء، ثم تعامل مع هذا الجدول بجدية كما لو أنك في المدرسة تمامًا من خلال الحضور، وأخبر الآخرين أنك مشغول خلال تلك الأوقات، وقم بأداء العمل المخصص  باستمرار. 

 

ولا تنسَ أن تضع في اعتبارك الالتزامات التي قد تتعارض مع جدول دراستك المعتاد؛ كزيارة قريب مثلاً، حتى تتمكن من منح نفسك وقتًا إضافيًا كافياً لإكمال المهام.


اضبط مؤقتًا وعوِّد نفسك على الانتقال من مهمة إلى أخرى بمجرد انتهاء الوقت المخصص لها.

 

حافظ على التواصل

عدم وجودك فعليًا في نفس الموقع لا يعني أنه لا يمكنك التواصل على زملائك في الفصل.


قم ببناء علاقات مع الطلاب الآخرين من خلال التعريف بنفسك والمشاركة في المناقشات عبر الإنترنت. من الممكن أن يكون زملاؤك موردًا قيمًا لمساعدتك أثناء تحضيرك للامتحانات.


ولا ينبغي أن تخاف من التواصل مع معلمك لتقديم نفسك أو طرح الأسئلة أيضًا، فالمعلمون حريصون على التواصل وجهًا لوجه مع طلابهم، سواء عبر الإنترنت أو حضوريًا… لا تنتظر وكن سبَّاقًا في طلب المساعدة.

 

يستطيع الطلاب الذين يستغرقون وقتًا للتفاعل مع معلميهم وزملائهم في الفصل تحقيق أكبر قدر من النجاح في فصولهم الدراسية. 

 

كن ذا عقل متفتح

يساعد امتلاك عقل متفتح الطلاب على التأقلم مع الوضع الحالي، والتفاعل مع المواد بشكل أفضل، فيشعر بعض المتعلمين عبر الإنترنت براحة أكبر في مشاركة أفكارهم وآرائهم بشكل افتراضي مقارنة بالفصل الدراسي.


ويوفر التعلم عبر الإنترنت للطلاب الوقت الذي يحتاجون إليه للتعبير عن أفكارهم وتنظيمها بفاعلية قبل الإجابة على سؤال أو إبداء تعليق.

 

اطرح الأسئلة 

المتعلم المتميز لا يتردد في طرح الأسئلة، فهو لا يخشى طلب التوضيح، أو التوجيه من المدرسين والطلاب الآخرين.


من خلال القيام بذلك، يتخلص الطالب من عدم الوضوح أو الفهم، ويصبح أكثر تفاعلًا مع المحتوى، ويوسع معارفه، ويعمق العلاقات مع زملائه في الفصل، حتى أن الأساتذة يشجعون هذا النوع من التفاعل ويقدّرون هذا النوع من الطلاب.

 

كن على قدر المسؤولية

ضع أهدافًا في بداية الفصل الدراسي وراجع نفسك أسبوعيًا.


بسبب عدم وجود مدرس يذكرك بنشاط معين، فالأمر متروك لك لتخصص وقتًا كافيًا لإنجاز مهامك، واحدة تلو الأخرى.


وإذا كنت تواجه مشكلة في تحميل نفسك المسؤولية، قم بالاتفاق مع زميل، أو اطلب مساعدة صديق مسؤول ليُعينك في الوصول إلى هدفك.

 

من خلال التنظيم والوعي الذاتي، يمكنك تحقيق أقصى استفادة من صفك عبر الإنترنت بما أن التعلم خارج المدرسة أصبح فوضويًا.
 

وأخيراً… علينا أن ندرك، أن تحفيز الأطفال للتعلم بشكل أفضل في نظام التعلم عبر الإنترنت ليس بالأمر الصعب إذا تمكن الآباء من دعم الأطفال للتفوق والتميّز بطرقهم الخاصة.

 

المصادر:

  1. https://www.parentingforbrain.com/motivate-children-in-distance-learning/
  2. https://www.familyeducation.com/technology-learning/how-to-help-your-child-with-online-learning