توجيهات عمليّة تساعدك على تكوين شخصيتك المثالية
الشخصيّة هي النمط المثاليّ للتفكير والشعور، والسلوكيات التي تجعل الشخص فريدًا. حتّى وقتٍ قريب كان المُعتقد السّائد أنّ شخصيّة الإنسان ثابتة لا يمكن تغييرها, لكنّ الحقيقة على عكس ذلك! نحن نعلم الآن أنّه لا يمكننا تحسين الشخصيّة فحسب، بل يمكننا أيضًا تطويرها بطُرُق لم نفهمها سابقًا أو نعتقد أنّها مُمكنة! ففي حين أنّه يُمكننا تحسين مظهرنا إلى حدّ معين فقط، فإنّنا نستطيع تحسين شخصيّتنا بقَدْر ما نريد.
ماعليك سوى اختيار ما يُناسبك من بين النّصائح والمهارات التّالية التي سنقدّمها لك، وتطبيقها:
تقييم الذات
اكتبْ خمسة سلوكيّات سلبيّة أزعجتك, عمِلتَها في يومك و اكتبْ السّلوكيّات الإيجابيّة, ثمّ قُل لنفسك: "عندما استيقظ صباحًا سأكون شخصًا أفضل". بذلك تقوم يتنظيف طاقتك ويصبح لديك إدراكٌ للأشياء الجيّدة التي عملتَها.
حدّث نفسك قبل أن تنام بتحسين الأشياء السّيئة التي قُمتَ بها, واَحذر أن تنام وأنت تفكّر بالأشياء السّلبية، لأنّ عقلك سوف يُبرمجها ويجعلها جزءًا من حياتك فيما بعد، وعندما تواجهك نفس المواقف سيخرج لك ردّة فعلك السّلبية التي حفظها لك.
استراتيجيّة كوب الماء
المخ يتغذى على الأوكسجين والغلوكوز والماء.
خُذ القليل من الماء ثم خُذ نفسًا عميقًا وأَخرِج الهواء بحيث يكون الزّفير أطول من الشّهيق, هذا ما يُسمى تنفس الاسترخاء فتشعر بالراحة، بعد ذلك أغمض عينيك وضع نفسك في موقف صعب وانظر كيف ستتصرف وأنت في حالة اتّزان تُمكِّنك من التّصرف بشكل صحيح، سيعمل عقلك على ذلك طوال اللّي، وعندما تستيقظ اِفعل كما فعلت من قبل؛ خذ القليل من الماء ثم خذ نفسًا عميقًا…, بهذا ستَكتسب عادة جديدة وتُحسّن عاداتك بفضل هذه الاستراتيجيّة.
التأكيد الإيجابي بعد "أنا"
عندما تقول "أنا" اِحذر أن تضيف إليها الأشياء السلبيّة، قل: "أنا واثق من نفسي, كان لديّ تحدّيات في الماضي لكنّ الآن أنا قويّ, وأستطيع".
كلّ يوم تأتيك أكثر من 60 ألف فكرة، فاحرِص أن تفعلها بشكل صحيح.
التخيّل وتوسيع الآفاق
وسّع آفاقك عن طريق الخيال. تخيّل نفسك أنّك ناجح, تخيّل حدوث أشياء صعبة وأنت تقوم بحلّها، تأمّل ذاتك المثاليّة وتخيّل نفسك في أفضل أحوالك.
التخيّل أقوى من المعرفة وأفضل من الذّكاء.
ألبرت أينشتاين
كُن مستمعًا جيدًا
اعتُبرت جاكلين كينيدي أوناسيس واحدة من أكثر النّساء سِحراً في العالم لأنّها طوّرت مهارة كَونها مُستمعة استثنائيّة، كانت مميّزة بالطّريقة التي تنظر بها في عيون الشّخص، كانت تُعلّق على كلّ كلمة، وتجعله يشعر بأهميّته.
لا يوجد شيء أكثر جاذبيّة من وجود شخص يَستمع إليك باهتمام ممّا يجعلك تشعر وكأنّك الشّخص الوحيد في العالم، كلّنا نحبّ المشجِّع في حياتنا؛ شخص مُشجِّع يؤمِن بنا ويُساعدنا في انتشالنا عندما نكون مُحبطين.
كُن كما أنت
قيل: إن الأصل هو دائمًا أكثر من مجرد نسخة. وبالتالي على المرء أن يكون دائمًا على ما هو عليه، كُن كما أنت بدلاً من التّظاهر بأن تكون شيئًا لا تريده فذلك شيءٌ مرهق حقًّا.
يَنعُم كلّ فرد على هذه الأرض بشخصيّة فريدة، فمن واجب كلٍّ منّا الحفاظ على شخصيّته هذه و تنميتها، وهذا ما يجعلنا مميّزين.
لا تحاول مُطلقًا تقليد أو سرقة شخصيّة الآخرين، وإنّما اِستفِد من عاداتهم الجيّدة فقط.
الإيجابيّة
كن من النوع المُتفائل الذي يُضيء المكان عندما يدخله.
افعل ذلك من خلال البحث عن الأفضل في الأشخاص والأشياء، وانشُر البهجة، وبُثّ الحياة في الآخرين بحضورك، فإنّ الجميع يستمتعون بصحبة شخص يجعلهم يضحكون أو يبتسمون، عندها ستزداد ثقةً بنفسك وينجذب الآخرون إليك بشكل طبيعي.
الصّدق والاحترام
الصّدق بكلمتك سيجلب لك إعجاب الآخرين واحترامهم وامتنانهم. لا شيء يحسّن شخصيّة الإنسان أكثر من الاستقامة والاحترام؛ احترامك لنفسك وللآخرين.
تعرّف على أُناس جُدد
اُبذل جهدًا لمقابلة أشخاص جُدد خاصّة أولئك الذين لا يشبهونك.
اليوم هو عصر التّواصل، كُن اجتماعيًا مع النّاس فكلّما زاد الوقت الذي تقضيه مع الأصدقاء تستطيع تعلّم المزيد عن النّقاط الإيجابيّة والسّلبيّة، وبالتّالي تطبيق أفضل الصّفات.
ستعرف كيف تتحدث وتتفاعل، ومتى تشارك وتساعد، متى وكيف تقول لا دون أن تُؤذي أحدًا.
عندما تسمع تعليقات زملائك مثل، يا إلهي! لم أكن أعرف أنّه يمكنك مناقشة الأمور جيدًا. مهلًا كيف يمكنك حلّ هذه المشكلة بهذه السّهولة؟ فهذا يعني أنّك على الطّريق الصّحيح, وأنت تتحسّن تدريجياً.
ساعد الآخرين
من الأهميّة بمكان ألّا تتظاهر بأنّك شخص مفيد؛ عليك حقًا أن تفعل ذلك لتكون ذلك الشخص.
على سبيل المثال، أدركْتَ أنّ شخصًا بحاجة إلى مساعدة، فإمّا أن توجّهه وتقول: إنّني أشعر أنّك إذا ذهبتَ إلى هذا الشّخص فيمكنُه مساعدتك. أو قدّم له نصيحة صغيرة.
الرضا الذي ستحصل عليه بعد مساعدة شخص ما هو أمر مذهل، وصدّقني أنّ ذلك سينعكس على تطوّر شخصيتك.
تعلّم من الأخطاء
إذا كنت تتعلّم أي شيء جديد فأنت مُلزم بارتكاب الأخطاء.
كُن مستعدًّا لقول آسف والاعتذار بصدق، تعلّم من أخطائك واغفر لنفسك وامضِ قُدُمًا، على الأقلّ أنت تتعلّم وتبذل قصارى جهدك، فأنت أفضل بألف مرّة من النّاس الذين لا يحاولون أبدًا ويخجلون من مواجهة شخصيّتهم الانطوائيّة.
اقرأ
عادة القراءة تُحدِث العجائب في شخصيّتك.
التّغييرات التي كُنت تُحاول جاهدًا تحقيقها ستجدُها تلقائيًّا في داخلك، ستغيّرُك القراءة من الدّاخل وتساعدكَ على استحضار قوّتك الدّاخلية المخفيّة، والتّي لم تكن على دراية بها حتّى الآن, ستساعدك على التّفكير في نفسك, وأن تصبح قادرًا على تنمية شخصيّتك بمرور الوقت والممارسة المنتظمة.
بالإضافة لذلك, بمقدار ما تقرأ وتتعلّم يكون لديك الكثير لمُشاركته مع الآخرين، وتتعلّم كيفيّة التّحدث عنه, كما أنّه من المفيد أن نتعلّم من الآخرين تلك الأشياء الّتي ليس لدينا الوقت لقراءتها بأنفسنا.
لغة جسدك
ثبت عالميّاً أن جسمك يُعبّر عنـ 70٪ من كلامك, وسيحكم عليك النّاس من خلال إيماءاتك وليس من خلال حديثك.
لذا عليك أن تَعرِف ما الذي ينقُله جسدك أثناء الحديث، هل تبدو عدوانيّاً أم خجولًا عندما تعبّر عن وجهة نظرك، سيحكم عليك النّاس من خلال إشارات جسدك إذا كان لديك ثقة بما تقوله، أو إن كان عقلك وفمك في اتجاهين مختلفين.
تأكّد من أن تعمل على جمالك الداخليّ للحصول على مظهر رائع، فكلّ شيء ينعكس على أفعالك وطريقة تصرّفك وحديثك.
لتصلَ إلى امتلاك الشخصيّة المثاليّة, لا بدّ أن يكون لديك ثلاثة أشياء مهمّة:
- رغبة قويّة في أن تكون أفضل في حياتك
- اعتقاد وإيمان تامّ بأنّك ستكون كذلك
- توقَّع.. واستعدّ أن يتحقق ذلك بإذن الله
لقد أمضيت عمرك وأنت تتمنى أن تكون أفضل...
ماذا تنتظر؟! كُنْ كما تُريد، ولا تنتظر الغد لتحقيقه، فقد تكون فِعلًا هذه هي اللحظة الأخيرة في حياتك.
المصادر: